انتشلت فرق الدفاع المدني في محافظة جدة، أمس، جثتي طفلين عثر عليهما تحت الأنقاض المنهارة في بناية المنطقة التاريخية، التي اشتعلت فيها النيران بعد عصر أول من أمس، لترتفع بذلك حصيلة ضحايا الحادثة إلى ثلاثة قتلى، إذ توفيت سيدة أول من أمس بعدما قفزت من الطابق الرابع هرباً من الحريق. وأتت النيران على محتويات البناية المكونة من أربعة طوابق كاملة، والتي تقطنها أسر من الجالية الصومالية معضمها من المخالفين لأنظمة الإقامة في البلاد، كما امتدت ألسنة اللهب الكثيفة إلى بعض البنايات المجاورة للمبنى المحترق. وتمكنت فرق الدفاع المدني من السيطرة على الحريق، ومحاصرته في محيط البناية، إلا أن تهالك المبنى وخطورته جعلت فرق الدفاع المدني تتعامل معه بحذر، حفاظاً على الأرواح، إذ استمرت عمليات الإخماد حتى فجر أمس، فيما لا تزال العمليات جارية لرفع الأنقاض المتساقطة والبحث والتأكد من عدم وجود محتجزين. وذكر المتحدث الرسمي لإدارة الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة النقيب عبدالله العمري، أنه تم انتشال جثتي طفلين من الجنسية الصومالية أحدهما في الرابعة من العمر وطفلة في الثانية من عمرها من تحت الأنقاض المنهارة، بعد أن أبلغ ذويهما عن فقدانهما أثناء هروبهم من الحريق، وعدم تمكنهم من إنقاذهم، إلى جانب إنقاذ 15 شخصاً بواسطة معدات"السنوركل"، لحقت بهم إصابات طفيفة جراء الحريق، وتم إسعافهم في موقع الحادثة. وأوضح النقيب العمري أنه تم تنصيب الوسادة الهوائية أمام المبنى لحماية السكان، وتلافي إصابتهم نتيجة حوادث القفز، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن فرق الإطفاء عمدت إلى تطويق أسطح المنازل الملاصقة للبناية بعوازل خاصة لمنع انتقال النيران إليها، خصوصاً وأن المبنى والمباني الملاصقة له مبنية من الحجر المنقبي المحشو بخشب القندل القابل للاشتعال السريع. إلى ذلك طالب عدد من السكان المجاورين للمبنى المحترق بضرورة إخلاء تلك المباني من السكان الذين معظمهم من المخالفين لنظام الإقامة والعمل في البلاد، خصوصاً أن غالبية تلك المباني قديمة ومعرضه للانهيار، إضافة إلى استخدام تلك الأسر القاطنة فيها أدوات كهربائية قديمة ومستعملة قد تسبب مخاطر كبيرة في حال حصول تماس كهربائي أو تسرب للغاز، الأمر الذي يشكل خطورة كبيرة على ساكنيها والمساكن المجاورة . ودعوا إلى محاسبة المقصرين ومؤجري تلك البنايات لتلك الأسر حتى لا تتكرر مثل تلك الحوادث الشنيعة التي يذهب ضحيتها أبرياء، وتشكل خطورة كبيرة على تلك الأحياء التاريخية، وطالبوا الأمانة بالقيام بدورها وإزالة المباني الآيلة للسقوط، أو إعادة ترميمها والمحافظة عليها.