مع إقفال ملف الاختبارات المدرسية والجامعية، والتي أرقت الكثير من الأسر السعودية طوال الأسابيع الثلاثة الماضية، وفي خضم انتظار إعلان نتائجها، بدأت عدد من السعوديات في رسم ملامح إجازة الصيف على الصعيدين الأسري والشخصي. منهن من هرعت لاستكمال متطلبات السفر، ومنهن من أخذت تقلب صفحات الصحف وتتبع إعلانات التلفاز بحثاً عن دورات متخصصة في تعليم الإنكليزية والحاسب الآلي، أو عن أرقام وعناوين المراكز الصيفية النسائية، بعد أن عصفت الظروف الاقتصادية والأسرية بمشروع السفر. وفي المقابل، هناك من انغمسن في ترتيب أجندة حفلات الزفاف اللاتي سيحضرنها، فيما بقية شريحة أخرى، في عداد انتظار نتائج الأبناء، خصوصاً خريجي الثانوية العامة منهم، من أجل ترتيب"خريطة"إجازة استثنائية. "الحياة"التقت عدداً من هؤلاء النسوة، وجالت في داخل مخططاتهن الصيفية، لتتصارع في أفقهن جملة من الأفكار الروتينية مع أخرى"قسرية"، وثالثة"غريبة"إلى حد ما. تقول سارة محمد معلمة:"جل ما أفكر فيه الآن، الراحة، خصوصاً بعد انقضاء العام الدراسي، وجلبة الاختبارات وتصحيحها". وتضيف:"أعتقد أن النصف الأول من الإجازة سيقتصر على زيارات الأقارب والأصدقاء، والذهاب إلى المتنزهات والملاهي مع أطفالي، خصوصاً أن النصف الآخر سيكون مزدحماً بزيجات قريبتين لي، وكذلك إحدى الصديقات". وتشير محمد إلى أن"فكرة السفر لن تكون ضمن مشاريعي لهذا الصيف، وذلك لارتباط زوجي بعمله وظروفه الخاصة، وإن حضرت فلن تتجاوز أياماً معدودة لأجل القيام بالعمرة"، لافتةً إلى أن"ذهابنا العام الماضي إلى دبي، تطلب موازنة إضافية، وهو ما يجعل سفر الصيف لدينا غير وارد سنوياً". وإن كان السفر غائباً عند المعلمة سارة هذا الصيف، فإن سيدة الأعمال حنان جوهر، لا تفكر في البقاء أكثر من أسبوعين من الآن، قبل أن تحط رحالها مع أبنائها في إحدى الدول الأوروبية. وتقول:"اعتدت السفر مع أبنائي في هذا الوقت من كل عام منذ نحو 4 أعوام، ولن يكون هذا الصيف مختلفاً، إذ حجزت مسبقاً لقضاء أسبوعين في المدن الإسبانية". وتضيف:"أضطر للسفر في بعض أيام السنة من دون أسرتي، وذلك لظروف العمل، لذا أجد في الإجازة الصيفية فرصة السفر معاً، والانتقال إلى أجواء جميلة تدخل البهجة علينا". من جهتها، ترى أم سلطان ربة منزل أن"إنهاء ابني سلطان لدراسته الثانوية هذا العام، فرضت علينا إقصاء فكرة السفر، والبحث عن البدائل". وتضيف:"انشغل ابني بالتقديم في الجامعات والكليات العسكرية، سيحصر نشاطنا على زيارات أقاربنا وبعض الأماكن الترفيهية". وتوضح:"إخوة سلطان يرغبون في السفر، خصوصاً أن الظروف لم تيسر لنا ذلك العام الماضي، على رغم الإعداد المسبق، ولكن مستقبل ابني الأكبر، يمثل استثناءً لا يقبل التغيير". وإن كانت أم سلطان وقعت أسيرة للظرف الاستثنائي، فإن أم عبدالله عزمت مع إحدى جاراتها على الالتحاق بنشاطات مركز اجتماعي في الرياض، خصوصاً أن"ابنتي الكبرى متزوجة، والآخرين يدرسان في الجامعة، وسيسافران مع أصحابهما هذه الأيام". وتضيف:"اقترحت جارتي أن نمضي بعض الوقت في المركز، خصوصاً أن كثيراً من النساء في أعمارنا يوجدن هناك كما أخبرتني". وتشير أم عبدالله إلى"عزمها على حضور عدد من زيجات أبناء الأسرة أيضاً". "دورات"الصيف تقول الطالبة الجامعية أمل الخالدي:"سألتحق بدورة متخصصة في تعليم اللغة الإنكليزية في أحد المعاهد، لأن أسرتي لا تفكر في السفر، ولن أجد أفضل من هذه الدورة كاستثمار لوقت إجازتي، خصوصاً أن رغبتي كبيرة في تعلم هذه اللغة". وتشير إلى أن"ما شجعني على التسجيل في هذه الدورة إضافة إلى رغبتي، هو تسجيل إحدى صديقاتي معي".وتضيف:"إلى جانب ذلك، سيكون للمناسبات والزيارات العائلية نصيب من هذه الإجازة". وفي المقابل، تشير الطالبة الجامعية عبير صالح إلى"تفكيرها في الالتحاق بالمراكز الصيفية التي اطلعت عليها". وتقول:"قرأت في الصحف قبل أيام عن وجود عدد كبير من المراكز الصيفية للطالبات، تقدم مجالات ترفيهية وتعليمية عدة، وقررت مع إحدى صديقاتي استكشاف خدمات هذه المراكز، وأرجو أن تشغل وقتنا بما يفيد". وتلفت صالح إلى"رغبة بعض زميلاتها أيضاً في معرفة واقع هذه المراكز، خصوصاً أن عدداً منهن لن يسافرن أو يرتبطن بشيء ما". وتضيف:"كثرة الزيارات والمناسبات لا تستهويني كثيراً، وربما أجد ضالتي في تعلم مهارة أو اكتساب خبرة في المراكز الصيفية". أما سهام عبدالعزيز موظفة في أحد البنوك، فتندب حظها المتعثر في عدم قدرتها على السفر مع زوجها منذ عامين، بعد أن"تأزمت أوضاعنا المالية جراء خسائرنا في سوق الأسهم". وتوضح:"بحكم عملي، كنت أصر على زوجي بالمضاربة في الأسهم، ولكن الخسائر المتعاقبة جعلتنا نتحسر على ما فات، وكانت النتيجة هي إلغاء السفر الصيف الماضي والحالي". وعن نشاطاتها في الصيف، تقول:"لا أفكر في الحصول على إجازة من العمل حالياً، لأني حينها سألازم المنزل، وهذا ما لا أطيقه، وربما أستطيع توفير المال للسفر في إجازة عيد الفطر المقبل".