حظيت نتائج برنامج المناصحة المطبق في السعودية منذ سنوات بإشادة رسمية صادرة عن الكونغرس الأميركي قبل شهرين، كما نالت تقديراً عالياً من المنظمات الدولية المختصة، وفي مقدمها تقارير الأممالمتحدة المتعلقة بنتائج الحرب الدولية على الإرهاب. وأدت برامج"المناصحة"للمحتجزين في السجون السعودية إلى جذب أنظار المسؤولين الأميركيين عن معتقل غوانتانامو، الأمر الذي ربما يعجّل بعودة نحو 70 سعودياً يقبعون في زنازين هذا المعتقل، في حال توصل وفد لجان مناصحة الموقوفين الذي يزور خليج كوبا حالياً لاتفاق متكامل مع السلطات الأميركية، بغرض الاستفادة من برامج"مناصحة"هؤلاء، تمهيداً لعودتهم إلى بلادهم. وأوضح المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي في حديث إلى"الحياة"أمس، أن الوفد السعودي الذي توجّه إلى خليج غوانتانامو يضم بين أعضائه أربع فئات من الاختصاصيين في برامج مناصحة الموقوفين، على خلفية"تأثرهم بأفكار الفئة الضالة". وتبعاً لنتائج برنامج المناصحة، فإن نحو ألف معتقل من الشبان السعوديين وجنسيات أخرى من المتورطين، سابقاً، في العقائد الدينية المتشددة، عادوا إلى شخصيتهم الطبيعية قبل تأثرهم بفكر غلاة المتدينين. وقال الناطق الإعلامي لوزارة الداخلية، إن الوفد الذي توجه الثلثاء الماضي إلى خليج غوانتانامو"يضم اختصاصيين في العلوم الدينية الشرعية، وآخرين في علم النفس وعلم الاجتماع، إضافة إلى الأمنيين المختصين". مشيراً إلى أن رحلة الفريق الأمني بدأت قبل حادثة وفاة المواطن"الموقوف"عبدالرحمن بن معاضة العمري، الذي أعلن الأربعاء نبأ العثور عليه ميتاً في زنزانته. وتحدث اللواء التركي عن تطلّع المسؤولين في بلاده إلى نجاح مهمة الوفد في"الاتفاق على آلية تنفيذية للاستفادة من نتائج برامج المناصحة في السعودية، لاستعادة السعوديين الموقوفين في خليج غوانتانامو". مشيراً إلى أن الوفد لا يزال في بداية مهمته. وكشف أن النتائج المتتالية لبرامج المناصحة وإطلاع المسؤولين الأميركيين، دفعت إلى الشروع في محادثات رسمية بين الجانبين لتحقيق مطلب الحكومة السعودية وجهودها المتواصلة لعودة جميع"المحتجزين"في غوانتانامو إلى بلادهم. وأوضح أن"من مهام الوفد أيضاً الوقوف على وضع السعوديين الموقوفين، والاطمئنان على أوضاعهم الصحية والنفسية". من جهة أخرى، أشار اللواء التركي إلى أن عودة جثمان المعتقل العمري، الذي أعلنت وفاته صباح الخميس، غير محددة بوقت معين، إذ إن"هناك إجراءات نظامية وطبية لا بد من استكمالها، لكننا نرجح وصوله في أقرب وقت ممكن".