يتولى معلم التربية الفنية في إحدى المدارس الابتدائية وسط الرياض، عبدالعزيز البراهيم، مهمة غير تقليدية، هي الذهاب إلى بيوت بعض الطلاب وإيقاظهم من النوم - إذا استدعى الأمر ذلك - وإحضارهم إلى قاعات الامتحان. البراهيم الذي يتولى في مدرسته، منذ أعوام عدة، منصب نائب رئيس لجنة الامتحانات، يتفقد الطلاب في القاعات قبل توزيع أوراق الأسئلة، ويتأكد ممّا إذا كان هناك متغيبون أم لا. يقول:"أبادر بالاتصال بمنزل الطالب المتغيب وأسأل عن سبب عدم حضوره، الذي أحياناً يكون غير مقنع، ما يدفعني إلى الإسراع لمنزله وجلبه إلى قاعة الامتحان، بعدما أكون نسقت قبلاً مع المشرف بعدم السماح للطلاب بمغادرة القاعة إلا بعد حضور زميلهم". ويضيف:"أمثال هؤلاء هم ممن يعانون ظروفاً أسرية خاصة، كأن يكون والداه منفصلين وكل منهما تزوج بعد ذلك، وتركاه عند جدته المسنة لتعتني به"، لافتاً إلى أن آخرين منهم يكون آباؤهم مسجونين وأمهاتهم مشغولات عنهم، ويقضين غالبية وقتهن خارج المنزل. ويذكر البراهيم أنه اضطر غير مرة إلى الدخول إلى منازل طلاب لإيقاظهم من النوم"ففي أحد أيام امتحانات نهاية العام الماضي، تغيب طالب في المرحلة السادسة عن حضور الامتحان، واتصلت بجدته، وقالت إنه رفض الاستيقاظ من النوم، ما دفعني إلى الذهاب إلى منزله". موضحاً:"حينما وقفت أمام الباب دعتني جدته إلى الدخول لإيقاظه، وهو ما تم قبل أن أصطحبه إلى المدرسة". ويقول المرشد الطلابي صالح المطوع في مدرسة وسط الرياض:"نجبر أحياناً على الذهاب إلى منزل الطالب المتأخر في حال لم نجد رداً على اتصالاتنا بمنزله أو بجوال ولي أمره"، لافتاً إلى أنه يستعينون بزملاء الطالب المتأخر لمعرفة منزله. إلا أن المطوع يؤكد أن جلب الطلاب من بيوتهم لحضور الامتحان ليس ظاهرة"فهي حالات نادرة تتكرر مرتين أو ثلاثاً في كل مدرسة خلال الاختبارات"، مؤكداً أن انتشارها بين طلاب مدرسته قد يكون أكثر،"كونها تقع في حي غالبية سكانه من الفقراء، وبعض الأسر الموجودة فيه تعاني التفكك".