شهدت العاصمة السعودية الرياض أسابيع قرآنية ودعوية حافلة، ابتداء بمسابقة الأمير سلطان الدولية لحفظ القرآن للعسكريين، إلى جانب مسابقة الأمير سلمان المحلية لحفظ القرآن، والدورة العلمية الأولى للدعاة التي نظمتها مؤسسة الدعوة الخيرية في جامع الأمير فيصل بن فهد شمال مدينة الرياض. وفي حين اختتمت مسابقة الأمير سلطان للعسكريين فعالياتها أخيراً، شهدت مسابقة الأمير سلمان المحلية فعاليات عدة، واستمر حفظة القرآن من الجنسين في تنافسهم، أيهم يحظى بأعلى المراتب في تلاوة الكتاب العزيز وتجويده، حتى اختتمت الأحد الماضي برعاية أمير الرياض. وبذلت وزارة الشؤون الإسلامية الجهة المنظمة للمسابقة جهوداً لافتة في سبيل عكس حجم المسابقة على المستوى المحلي، سواء عبر التواصل مع وسائل الإعلام وإبلاغها برسالة يومية عن المسابقة، أو بتنظيمها لقاءات متوالية للمتسابقين مع العلماء، الذين أبدوا تفاعلاً كبيراً مع المناسبة التي يترشح الفائزون فيها لمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن العظيم. من جانبه، أكد عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالله المطلق أن العمل مع القرآن وللقرآن نعمة عظيمة، لأن الله أنزله لنا ليكون دستوراً وتاجاً نضعه على رؤوسنا، وقال:"بركة القرآن العظيمة استفاد منها كثير من الناس فبلغوا القمة، وإذا لم نحب أهل القرآن فمن نحب؟". واعتبر المطلق أن سماع القرآن من أسباب رحمة الله تعالى وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون، مضيفاً أن تدبر القرآن من أعظم الأعمال وأبركها، وإذا حصل التدبر أتى التأثر"إن لم تبكوا فتباكوا"، وعلى حافظ القرآن البلاغ والدعوة والعمل. ومن جهة أخرى، أبدت مديرة إدارة الإشراف التربوي في منطقة الجوف نجوى بنت عبدالله الحوصان أسفها لوجود جهل لدى بعض أولياء الأمور بأهمية المسابقة، والنظرة الخاطئة للمسابقة على أنها مسألة دنيوية بحتة وليست دينية، ما أدى إلى عزوفهم عن المسابقة، وقالت:"إن جائزة الأمير سلمان لحفظ القرآن الكريم لها الأثر الإيجابي في زيادة أعداد القُرّاء وحفظة القرآن الكريم بين أفراد المجتمع، وكذلك الحوافز المادية تؤدي إلى ازدياد إقبال المشاركين، وإعداد جيل صالح ناشئ على أخلاق القرآن الكريم وآدابه وأحكامه، ملتزم بعقيدته وإجادة تلاوته وتدبّر معانيه، وفتح باب المنافسة الشريفة بين حفظة كتاب الله تعالى". ومن جانبها، قالت مديرة إدارة الإشراف التربوي في منطقة تبوك حصة القعير:"لقد دخلت المسابقة عامها التاسع كنموذج مثالي ومؤشر إيجابي، لما أحدثته من نقلة تربوية عظيمة اخترقت الآفاق ودخلت محيط المجتمعات والأسر، فأقبل أولياء الأمور من الآباء والأمهات على العناية بتحفيظ الأبناء والبنات وحثهم على تعلمه، وتهيئة السبل المعينة على ذلك، استشعاراً منهم لثقل مسؤولية التربية التي أساسها ومصدرها الحقيقي هو كتاب الله وسنة نبيه".