يبدو أن خدمة"اتصل نصل"لم تعد حكراً على المطاعم والمقاهي وغيرهما من الجهات الخدمية، التي توفر خاصية توصيل الطلبات، أو ما يعرف ب"الهوم ديليفري"، إذ تعتزم سفارة لندن لدى الرياض تطبيق هذه الخاصية، ضمن نظام جديد للتأشيرات كشف عنه أمس القنصل البريطاني براين هافورد في مؤتمر صحافي عقده في مقر سفارته في الرياض. وعلى رغم أن هدف النظام الجديد للتأشيرات خلق آلية ناجعة في التعامل مع سرقة الهويات والإثباتات الشخصية والاحتيال وإساءة استخدام الوثائق، إلا أن القنصل البريطاني نفى أن تكون للنظام الجديد لتأشيرات دخول بلاده، علاقة بمكافحة الإرهاب، أو أن يطلق وصف الأكثر صعوبة على نظامه الجديد، مقارنة بالنظام السابق الذي كان من أفضل أنظمة الدول الأوروبية لجهة سهولة حصول السعوديين على تأشيرات دخول البلاد. وقال:"كان السعودي يحصل على تأشيرة دخول بريطانيا خلال 24 ساعة من تقديم طلبه، وهو أمر لن يتغير مع تطبيق النظام الجديد مطلع أيلول سبتمبر المقبل، بل على العكس من ذلك، سيعفي النظام الجديد الراغبين في الحصول على التأشيرة من الحضور إلى الحي الديبلوماسي، إذ سنفتتح مراكز للتأشيرات في كل من الرياضوجدة والدمام". وأضاف القنصل البريطاني أن مراكز تقديم طلبات الحصول على التأشيرات ستحصّل رسوم التأشيرات وإدخال البيانات الخاصة بالمتقدم، وكذلك المعلومات الحيوية كبصمات اليد والصورة الشخصية الرقمية. ولفت إلى أن مراكز التأشيرات الجديدة ستضم خدمة الذهاب إلى المتقدم في مكتبه أو منزله في مقابل رسوم إضافية، مشيراً إلى إمكان استفادة السعوديين من الحصول على تأشيرة لمدة عشرة أعوام، وهو الأمر الذي يعفيهم من التفكير في مسألة التأشيرة طوال هذه المدة. وقال:?"السعوديون أصدقاء لنا، مرحباً بهم سواء السياح منهم أو رجال الأعمال أو الطلبة، وكذلك الذين يختارون بريطانيا وجهة للحصول على العلاج، ونرفض وضع عقبات أمام حصولهم على تأشيرات الدخول مهما كانت الدوافع أو الأسباب". واستشهد القنصل على ذلك بمحادثات تجرى في وزارة خارجيته عن إمكان منح المرافقين للطالبات السعوديات تأشيرات أطول، إذ يعاني عدد من الطالبات السعوديات من عدم منح مرافقها المحرم تأشيرة دخول لمدة تتجاوز ستة أشهر، وهو ما يضطر المحرم إلى العودة إلى السعودية قبل يومين من انتهاء تأشيرته للحصول على تأشيرة أخرى، ويعيد الأمر نفسه خلال كل ستة أشهر إلى أن تنهي الطالبة دراستها والتي تصل في بعض الحالات إلى أكثر من ثلاثة أعوام. واختارت الجهة المعنية بالسفر والهجرة في الحكومة البريطانية لهذا النظام الجديد اسم"رباط"، للتأكيد على أنه نظام يسعى إلى الربط بين بريطانيا وأصدقائها، وبحسب قنصل لندن فإن"رباط"يصف جوهر خدمات التأشيرات الجديدة، ويجعل من بريطانيا وجهة سفر مفضلة للسعوديين خصوصاً ومواطني دول مجلس التعاون الخليجي عموماً، مؤكداً أن هذه التغييرات جاءت في مكانها الصحيح، وتهدف إلى تسهيل تقديم الخدمة لجميع المستفيدين، متوقعاً أن تعتمدها دول الاتحاد الأوروبي قريباً.