الحياة بسمة وحب وأمل، فاختر من البسمة أعذبها، ومن الحب فضائله، ومن الأمل أعظمه... وما أصعب الاختيار في زمن الانهيار الذي تشهده الساحة العربية. انهيار في المواقف، وانهيار بين حدود الأوطان، وأخطره بين المواطن وذاته، هذا الانهيار الذي خلّف غباراً متطايراً عاجزاً عن التجمع والترابط. وما أروع بعض العبارات التي تضمنها خطاب خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز في افتتاح القمة العربية ال?19 في الرياض، حين قال في ما معناه، بأن العرب يبدون اليوم أقل ترابطاً وتوحداً مما كانوا عليه قبل 40 عاماً. إنها الحقيقة التي يتهرب من قولها الكثير من الزعماء العرب، ولو زار وطننا العربي أي ساكن من كوكب آخر سيحصل على صورة أكثر صدقاً من حال الإفلاس التي نعيشها، والتي تعتبر بمثابة الكرسي الخالي من كل معاني الانتماء والترابط الذي يتشدق بها البعض، وهو الكرسي الذي يستطيع أصدقاؤنا أو أعداؤنا أن يكتبوا عليه ما يحلو لهم من الصدق أو السخرية. لقد أثبت بعض زعمائنا بأن العالم يتحرك بعكس تفكيرهم، وأنهم بالنسبة لشعوبهم كالأجنحة التي تصفق فوق جسد كسيح. من البدهيات أن الغارقين في ظلمات الجور والطغيان لا يمكن أن يرشدوا الآخرين إلى مواطن الأمان، وأن المتعثرين في قراراتهم وسياساتهم لا يمكن أن يقودوا الشعوب نحو التوجه الصحيح، يقول المتنبي: ولو حملت صم الجبال الذي بنا غداة افترقنا أوشكت تتصدع فاروق الظرافي - صنعاء