نفذت الجهات الأمنية في المنطقة الشرقية أمس، فرضية لمواجهة عملية إرهابية تستهدف منشأة نفطية في المنطقة، وتعد الفرضية هي الثانية التي تجريها الجهات الأمنية خلال أقل من ستة أشهر، والأولى بعد إعلان وزارة الداخلية قبل نحو أسبوعين عن تفكيك خلايا تابعة لما يسمى"تنظيم القاعدة"، كانت إحداها تخطط للقيام بعمليات انتحارية إرهابية ضد منشآت نفطية وقواعد عسكرية. وتمثلت الفرضية التي نُفذت في مصفاة رأس تنورة لتكرير النفط التابعة لشركة"أرامكو السعودية"، في هروب سيارة مفخخة من نقطة تفتيش أمام مدخل المعمل، وقيام الإرهابيين بإطلاق النار على رجال أمن المنشآت المكلفين بحراسة بواباته، وأحبط رجال الأمن تفجير السيارة ذات الدفع الرباعي، التي كان على متنها نحو أربعة أشخاص، حاولوا الدخول إلى المعمل، وعثرت الجهات الأمنية في السيارة بعد إيقافها والقبض على الإرهابيين على مجموعة من الأسلحة والقنابل اليدوية. وشارك في الفرضية، التي أشرف عليها أمن المنشآت بالتنسيق مع شركة"أرامكو السعودية"، كل من: قوة الطوارئ الخاصة، وشرطة المنطقة الشرقية، والمرور وأفراد الأمن الصناعي في الشركة، وفرق الهلال الأحمر، التي تولت نقل المصابين في صفوف الإرهابيين المفترضين، ورجال الأمن إلى مستشفى"أرامكو السعودية"في رأس تنورة. وتهدف الفرضية التي سبقتها بأشهر فرضية أخرى في بقيق، إلى درس الخطط والتجهيزات والإمكانات للتعامل مع الحوادث التخريبية أو الإرهابية في حال حدوثها، وتعزيز قدرات الأجهزة المشاركة فيها. وتشهد المنشآت النفطية في مناطق المملكة كافة إجراءات أمنية مشددة، تم تعزيزها بعد محاولة فاشلة لخلية تابعة لتنظيم"القاعدة"قبل نحو عام، استهدفت محطة التكرير في مدينة بقيق، التي توفر عشرة في المئة من الإنتاج العالمي، و70 في المئة من الإنتاج السعودي من النفط. واعتمد سيناريو العملية على اقتحام سيارة مفخخة البوابة الفرعية المؤدية إلى المعامل، في الوقت الذي تقوم فيه سيارة مفخخة أخرى باقتحام البوابة الرئيسة. وأحبطت الأجهزة الأمنية العملية، وقتلت اثنين من المشاركين فيها، كما أدت العملية إلى استشهاد رجلي أمن، مكلفين بحراسة المعمل، وإصابة أربعة آخرين، بحسب بيان صدر حينها عن وزارة الداخلية، التي أعلنت في وقت سابق أن"التهديد الإرهابي للمنشآت الاقتصادية في البلاد أمر قائم وهدف مُعلن". وتشارك في توفير الأمن للمنشآت النفطية فرق من الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية، وأخرى تابعة لوزارة الدفاع والحرس الوطني، إضافة إلى نحو خمسة آلاف من منسوبي"الأمن الصناعي"التابعين لشركة"أرامكو السعودية". وشهدت فرق"الأمن الصناعي"أخيراً، تكثيفاً في تدريبها على مواجهة الأعمال الإرهابية، من خلال دورات متخصصة في جامعة"نايف العربية للعلوم الأمنية". يشار إلى ان شركة"أرامكو السعودية"وقعت أول من أمس اتفاقاً مع إحدى الشركات العالمية المتخصصة لإنشاء مجمع عالمي لإنتاج الكيماويات، لتتحول رأس تنورة من معمل لتكرير النفط إلى مجمع متكامل يضم وحدات التكرير وصناعة البتروكيماويات.