بدأت طالبات مركز دراسات طالبات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في حي البطحاء، يومهن الدراسي على أنغام صفارات الإنذار تزامناً مع موعد بدء المحاضرة الأولى في الثامنة صباحاً، إذ أطلقت الصفارات صيحاتها على اثر نشوب تماس كهربائي وانبعاث رائحة حريق شديدة من جرس الإنذار في ساحة المركز الشمالية، ما أدى إلى تدافع الطالبات بشكل جماعي إلى خارج مبنى المركز بسبب الفزع والهلع ما نتج عنه بعض الإصابات الطفيفة. واستطاع رجال الدفاع المدني دخول مبنى المركز عند الساعة التاسعة، بعد إخلاء المبنى من الطالبات تحسباً لنشوب حريق كبير في أية لحظة، فيما تسبب تدافع خروج الطالبات إلى الشارع في نشوب ازدحام شديد، ما استدعى تدخل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لتجميع الطالبات في مكان معين لحين مغادرتهن المكان بصحبة أولياء أمورهن. ووصف المتحدث الرسمي لمديرية الدفاع المدني في منطقة الرياض النقيب عبدالله القفاري الحادثة بالبسيطة، وقال:"بوصول فرق الدفاع المدني إلى الموقع تبين أن الحادثة عبارة عن تماس كهربائي في الجرس الخاص بالحصص". وأضاف أن ما زاد من ضخامة الحادثة رهبة الطالبات، مشيراً إلى أن عملية الإخلاء تمت من إدارة الكلية بمشاركة فرق الهلال الأحمر،"تمت معالجة بعض الحالات داخل موقع الحادثة"، فيما تطابق بيان جامعة الإمام مع بيان الدفاع المدني. وأشاد عدد من طالبات المركز بدور رجال الدفاع المدني والهلال الأحمر والدوريات الأمنية، في الوقت الذي أشارت فيه الطالبة زينب العنزي ل?"الحياة"، إلى تقصير موظفات الأمن في المركز وضعف دورهن في توجيه الطالبات إلى كيفية التصرف أثناء ,,الحريق. وروت أخرى تفاصيل الحادثة بقولها:"عند الثامنة صباحاً شعرنا برائحة شديدة أشبه برائحة الحريق، ولم نستطع أن نبقى في القاعات بعد أن تصاعدت الرائحة". وتضيف:"رفضنا البقاء في القاعات بعد أن سمعنا صوت صفارات الإنذار، وذلك بعد أن جزمنا أن هناك حريقاً، إذ توجهنا صوب البوابات الخارجية من أجل الخروج من الجامعة، لكن المسؤولات عن الأمن رفضن إخراجنا، ما أدى إلى نشوب خلاف حاد بيننا وبينهن". وأشارت طالبة في قسم اللغة العربية إلى أنها شاهدت حالات إغماء واختناق لبعض الطالبات ممن لم يستطعن تحمل الرائحة الشديدة،"حالات الإغماء والاختناق ليست كثيرة، لكن ما حدث هو تدافع وهلع أثناء الخروج من الجامعة". وفي الإطار ذاته، أثنت وكيلة قسم اللغة العربية الدكتورة الجوهرة آل جهجاه، على دور موظفات الأمن في عملية الإخلاء، وأداء عملهن بشكل جيد على رغم قلة عددهن بالنسبة إلى عدد الطالبات وكبر مساحة المركز. وأرجعت حدوث حالات إغماء لعدد من الطالبات إلى اندفاعهن تجاه البوابات. وتعد هذه الحادثة في مركز الطالبات الثانية من نوعها، إذ تكرر نشوب حريق مماثل في المبنى ذاته العام الماضي. وبحسب مصدر في الجامعة، فإن المبنى بحاجة إلى إعادة نظر في التمديدات الكهربائية.