سيكون هناك فارق بين عمل المدرب باكيتا وهو يقود الهلال الآن، وعمله السابق في المنتخب السعودي، فالفارق لن يكون في ماهية عمله في الميدان، فالمدرب له طريقته وأسلوبه، وهو لن يخترع شيئاً لعيون الهلال، لكن الفارق الذي نتحدث عنه أحدثته أقلام جعلت من باكيتا خصماً، وكأنها تعاقبه لتخليه عن القواعد التي جاء من اجلها، حتى وهو يتصدى لمهام وطنية، والمهم عند البعض ان يبقى النادي في المقدمة، فآثار التعصب باقية يفضحها ذلك الطرح الذي تفوح منه روائح أقل ما يقال عنها انها غير زكية! قلنا في مرات سابقة ان ثمة طرحاً إعلامياً أسهم في إقالة باكيتا من تدريب المنتخب، بعد ان تم تشريحه لدرجة أننا شعرنا بأن هؤلاء يتحدثون عن مدرب لا يفقه شيئاً في عالم التدريب، وهو الذي قاد الهلال الى خمس بطولات، فهو على الأقل جعل الهلاليين يستمرون في ثقافة الفوز، وهو ما يحسب له، لكن المدرب وهو يشرف على الكوكبة الجديدة سينال من النعيم ما لا يحلم به، لنرى الفارق في القناعات، ففي ثقافتهم من يدرب النادي ليس كمن يدرب المنتخب! مثل هؤلاء اخذوا على عاتقهم التقليل من القدرات والكفاءات ما عدا التي تنتسب الى النادي دون غيره، فقط لننتظر الفارق في الطرح، وسنجد ان باكيتا أعظم مدرب وطئت قدمه الملاعب السعودية، فالهلال مرشح قوي للفوز على الأقل بإحدى بطولات الموسم، وان فعل فلن يكون لباكيتا أي دور، لأن الهلال سائر على هذا الطريق بباكيتا وبسيريزو وببسيرو وبغيرهم، لكنه سيبقى المدرب الأفضل والأقدر عندما يختلف لون ملابس التدريب. فارق كبير وشاسع بين الرغبات والأهواء، وهو ما يمثل الطرح المتباين والطرح للمصلحة العامة، فهناك ما يمثل فجوة كبيرة بين إعلام للأندية وإعلام يجير للمنتخبات لمصلحة الأندية، ليس في ناد واحد فحسب بل قد يجوز التعميم في هذا المقام. إن رصد ما كتب تحديداً يعطي المؤشرات على وجود شطحات إعلامية لا يمكن تجاوزها، الأمر الذي يدعو الى تشريحها، ولن تكون التوعية سبيلاً لتلافيها، انها تحتاج الى مرحلة مهمة في البناء قد تصل الأمور لمعالجتها الى الحزم، وفي هذا الحزم قد نجد عبراً نستفيد منها مستقبلاً. وهنا لا يجوز الصبر، وهنا ايضاً لا ينفع السكوت، فالمصالح مشتركة بين ما يجري في الأندية وما يجري في المنتخبات، فإذا تجاوزنا هذه المسلمات فإن الكرة السعودية ستعاني من جمود قد يقودها الى التراجع، وهو ما قد يضعف من حضورها بسبب التفريق بين النادي والمنتخب! [email protected]