ثمة عجائب وغرائب في تناولنا للشأن الكروي الفني، فالساحة مشرعة لكل من أراد ان يدلي بدلوه في المعطيات الفنية المعاصرة، وتتكاثر الآراء عندنا لدرجة اننا لا نستطيع تقصي ما يمكن ان يكون مفيداً مما يطرح، وأتناول اليوم مسألة إقصاء المدرب البرازيلي ماركوس باكيتا وتعيين ابن جلدته الجديد آنغوس، وما نفذ نعتبره انتهى والحديث عنه ضرب من الخيال، لكن قد يكون المنطق معنا إذا تحدثنا عما هو امامنا الآن. ماركوس باكيتا قد لا يعود للملاعب السعودية من جديد بعد التجربة التي خاضها مع الهلال ومن بعده المنتخب، وربما تكون عودته للملاعب السعودية أقرب مما نتصور، وهو مدرب كفء مهما تناقضت الآراء حوله، وأجزم بأن الإعلام الرياضي أسهم بصورة كبيرة في تسريحه من دون دلائل شاخصة، مع إيماننا بأن قرار الإقالة اتخذ بروية، وكعادتنا المدرب الجديد هو قضيتنا الآن ويجب ان نبدأ في تشريحه قبل ان ُيشرح ما بقي في المنتخب من حضور! قد نتعامل كأقلام مع هذا الواقع لمجرد إيراد رأي مهما كان هذا الرأي غير متزن، فمن الصعوبة بمكان ان نترك الأمر من دون ان نحرك المياه الراكدة ومن باب نحن هنا، لكن المسألة ليست مزعجة لهذه الدرجة كون وجود من يقيم الطرح ويأخذه على محمل الجد، اما الزبد فلابد من أن يذهب. ومنذ الإعلان عن تعاقد اتحاد الكرة مع المدرب الجديد والانتقادات وتلمس الخوف بادية على البعض، المدرب مغمور لا يحمل سجله ما يمكن معه الاطمئنان على مسيرة المنتخب، فقط جل اهتمامنا بالمدرب ونتناسى البقية الباقية من عوامل حضور المنتخب، فإذا كان المدرب يشكل 20 في المئة من حضور المنتخب، فإن ال 80 في المئة الباقية لا نعيرها أي اهتمام. يبقى موضوع الاحتجاج غير المبرر على ان مدرب المنتخب مغمور، هل يعني ذلك عدم قدرته على تقديم ما هو مأمول منه؟ وهل الحكم المبكر هذا فيه نوع من الإنصاف المتوافق مع الطموحات؟ لنتريث لنعرف ما يملكه المدرب من إمكانات، ومن ثم سيصبح طرحنا فيه نوع من الواقعية، فقد فشل لدينا مدربون كبار ومشهورون، والمرحلة الحالية تحتاج فعلاً الى مدرب مغمور يبحث معنا عن نتائج مبهرة وإنجازات تبقى في الذاكرة لكلا الطرفين. الخوجلي والإعلام يقول حارس مرمى النصر محمد الخوجلي، ان مشكلته مع النصر هي بسبب الإعلام، وهو في الوقت نفسه"ما صدق خبر وطار للقناة الإخبارية وقال اللي قاله"، مشكلة الخوجلي انه لم يستفد من تجارب نجوم كبار في النصر ركبوا رؤوسهم فضلوا الطريق، الخوجلي نجم كبير داخل الملعب ويجب ان يكون كذلك خارجه. [email protected]