استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الذي وصل امس الى الرياض في إطار جولة على المنطقة. وحضر المقابلة التي تناولت العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في المجالات المختلفة والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز. راجع ص2 و22 وكان الأمير سلطان استقبل آبي لدى وصوله الى مطار الرياض واقام حفلة غداء تكريماً للمسؤول الياباني والوفد المرافق له. من جهته، أكد مصدر في السفارة اليابانية في الرياض ل"الحياة"، أن آبي الذي يزور السعودية للمرة الثانية بعدما رافق رئيس الوزراء السابق جونشيرو كويزومي العام 2003،"يقدر الثقل الذي تمثّله السعودية في المنطقة والعالم الإسلامي، نظرا إلى مكانتها الدينية لوجود الأراضي المقدسة فيها". واشار الى"أن عملية السلام في الشرق الأوسط تصدرت محادثات الجانبين". وقال ان"الحديث عن السلام في المنطقة لا يمكن حصوله من دون أن تكون السعودية طرفاً فيه". واضاف ان"القيادة اليابانية تعرف جيداً أن الازدهار الاقتصادي والاستثماري بين اليابان ودول المنطقة مرهون بالاستقرار السياسي، وإنجاز تقدم في عملية السلام في الشرق الأوسط"، لافتاً إلى"ما قامت به السعودية في هذا الجانب من خلال اتفاق مكة"بين الفرقاء الفلسطينيين في شباط فبراير الماضي. وأوضح المصدر أن زيارة رئيس الوزراء الياباني التي تستغرق يومين استكملت ما تم الاتفاق عليه بين البلدين خلال زيارة ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز إلى اليابان في نيسان أبريل من العام الماضي، والتي انتهت ببيان مشترك ركز على"صوغ شراكة استراتيجية متعددة المستويات بين البلدين"، لافتاً إلى أن العلاقات الثنائية التي تبعت ذلك البيان شهدت تقدماً واضحاً في الآونة الأخيرة، مستشهداً ب"مفاوضات اتفاقات التجارة الحرة بين اليابان ومجلس التعاون الخليجي، والتقدم في اتفاقات الاستثمار مع السعودية، فضلاً عن المفاوضات المبدئية حول اتفاق الطيران بين البلدين". وفي الجانب الثقافي، أكد المصدر أن الجانبين حرصا على استمرار ابتعاث الطلاب السعوديين إلى الجامعات اليابانية، خصوصاً أن السعودية أدرجت اليابان ضمن خيارات الدول التي يمكن الابتعاث اليها في إطار برنامج الابتعاث الخارجي، وذلك للمرة الأولى العام الماضي. ووصف الناطق باسم الحكومة اليابانية هيرو شيجي سيكو السعودية بالدولة الأكثر نفوذاً في المنطقة، نظراً إلى ما لها من تأثير قوي في سوق النفط العالمية، ودورها القيادي في ترابط مجلس التعاون الخليجي. وقال"أن اليابان تنظر إلى السعودية على أنها الدولة الضامنة لاستقرار المنطقة، وذات قوة عظمى في منطقة الخليج، وصاحبة الصدارة في العالم الإسلامي، ومحرك الديبلوماسية العربية". وقال سيكو في مؤتمر صحافي في الرياض، ان المحادثات الاقتصادية بين الجانبين استندت الى الشراكة الاستراتيجية المتعددة المستويات، مشيرا الى أن آبي الذي اجتمع مع رجال الأعمال السعوديين، واستقبل ممثلين عن الجالية اليابانية في السعودية، ناقش خلال محادثات مع الملك عبدالله"دعم اليابان الجهود السعودية في تفعيل مبادرة السلام العربية"، مشيراً إلى أن اليابان تنظر بإعجاب إلى سياسية خادم الحرمين، الذي كان له دور مهم في وفاق الفصائل الفلسطينية، من خلال"اتفاق مكة"، كما هي الحال بالنسبة إلى نجاح القمة العربية التي استضافتها الرياض. وأكد سيكو استعداد بلاده لتقديم الدعم اللازم إلى السعودية، لتحويلها إلى بلد مصنّع، مشيراً إلى أن تأهيل القدرات البشرية التحدي الأكبر الذي يواجه السعودية صناعياً، وقال:"نرغب في تجاوز اقتصار العلاقات الاقتصادية على النفط"، مشيرا الى ان الوفد الياباني يضم 180 من رجال الأعمال من مختلف القطاعات، للبحث في فرص الاستثمار في السعودية".