جدد ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز، دعوة السعودية للمجتمع الدولي إلى التعايش السلمي بين الحضارات، معرباً عن الأمل بأن"تكون المرحلة المقبلة للعلاقات بين الدول والأمم مرحلة حوار حقيقي، يحترم كل طرف فيه الطرف الآخر". وخاطب الأمير سلطان، في ختام زيارته لطوكيو، حشداً من المسؤولين اليابانيين والأكاديميين خلال حفلة تسليمه شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة"واسيدا"بالقول:"إن هذه الدعوة الإنسانية للتعايش السلمي تنطلق من تعاليم ديننا الإسلامي"، مستشهداً بالآية الكريمة التي تنادي الناس جميعاً، من الجنسين بالتعارف والتقوى:"يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا...". وقال ولي العهد السعودي:"كما تأتي هذه الدعوة في وقت أحوج ما يكون فيه المجتمع البشري إليها، حيث تنتشر الحروب والنزاعات واحتلال أراضي الغير بالقوة، وفي وقت ترتفع فيه فرضيات صراع الحضارات، التي لا تقود إلا إلى تعميق الخلافات وتكريس التمايز العرقي والطبقي، وبث روح العداء والكراهية". لذا فإننا ندعو المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود لتكريس التعايش السلمي بين الحضارات، واحترام الإنسان، ونبذ أشكال التمييز والعنف والتطرف والعدوان كافة". وكان اليوم الثالث والأخير من زيارة الأمير سلطان للعاصمة اليابانية مدنياً بامتياز، إذ التقى رؤساء وممثلي الجمعيات الاقتصادية الذين احتفوا به على مأدبة غداء. كما حضر حفلة تسليمه شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة واسيدا العريقة في تقاليدها الأكاديمية، منذ تأسيسها قبل 125 عاماً. واختارت إدارة الجامعة أن تختزل هويتها العلمية في فكرة تسليم الأمير سلطان باقة ورد من يد رجل آلي روبوت، مع نطقه بعبارات الترحيب والشكر باللغة العربية. ولم يجد الأمير سلطان بداً من رجاء الحضور التوقف عن الاستمرار في عاصفة التصفيق التي رافقت دخوله إلى قاعة الاحتفالات. ولدى مغادرته مطار طوكيو الدولي، تقدم ولي عهد اليابان الأمير ناروهيتو كبار المسؤولين اليابانيين، لوداع الأمير سلطان الذي يبدأ الاثنين المقبل زيارته الرسمية لسنغافورة، المحطة الثانية من جولته الآسيوية، المنتظر اختتامها الأسبوع المقبل في العاصمة الباكستانية إسلام آباد. وبعث الأمير سلطان بثلاث"برقيات مغادرة"، إلى إمبراطور اليابان أكيهيتو وولي العهد ورئيس الوزراء جونشيرو كويزومي، قدم فيها شكره وامتنانه للقيادة والشعب اليابانيين على الحفاوة. وقال في برقيته إلى كويزومي:"لقد سررت بالالتقاء بدولتكم وبالمسؤولين في حكومتكم، ويطيب لي أن أنوه بالمحادثات التي أجريناها صدر عنها بيان مشترك من 18 نقطة، وما توصلنا إليه من نتائج ايجابية، أكدت تطابق وجهات نظر بلدينا حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك"، معربا"عن ارتياحنا لما أبديتموه دولتكم من حرص على المضي قدماً في الشراكة الاستراتيجية بين بلدينا، لتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، ما يؤكد متانة العلاقة التي تربط بين بلدينا الصديقين، والتي يرعاها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ودولتكم". ووصف الأمير سلطان في تصريحات إلى"الحياة"، نتائج زيارته ب"الناجحة والممتازة"، مشيراً إلى أن الرغبة في توثيق العلاقة الاستراتيجية، وما وقع من اتفاقات، والمحادثات الجارية بين البلدين"كله يصب في مصلحة المواطن السعودي، وتعزيز الشراكة بين البلدين". وأكد أن القيادة السعودية"تسعى دائماً إلى جلب ما فيه خير المواطن ومصلحته في دينه وعلمه وماله وأمنه". وفي كلمته في حفلة غداء الجمعيات الاقتصادية، أكد الأمير سلطان"أن المملكة العربية السعودية، وهي المصدر الرئيسي للنفط، لا تهدف إلى تحقيق التنمية الشاملة في المملكة فحسب، بل إن من ثوابت سياستها النفطية العمل على دعم نمو الاقتصاد العالمي، من خلال السعي لاستقرار أسواق النفط". وقال:"أما اليابان فقد تمكنت، بفضل جهود أبنائها، من النهوض بعد ويلات الحرب، لتكون واحدة من أهم الدول الصناعية في العالم، وثاني أكبر قوة اقتصادية". وأضاف:"هذه الإنجازات التي حققتها الدولتان بفضل القيم والأخلاق العظيمة التي يتمتع بها شعبا البلدين، جعلتهما تستحقان احترام وتقدير دول العالم أجمع، ما يفرض عليهما مسؤولية أكبر على المستويين الإقليمي والدولي". وأعلن الأمير سلطان عن افتتاح ملحقية تجارية سعودية في العاصمة طوكيو. وقال مخاطباً أعضاء الجمعيات الاقتصادية:"إن بلدكم الصديق هو الشريك التجاري الثاني للمملكة، كما أن العلاقات بين البلدين شهدت انطلاقة جديدة، بعد الزيارة التاريخية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى اليابان عام 1998، وتم التوقيع خلالها على وثيقة التعاون الاستراتيجي بين البلدين نحو القرن الحادي والعشرين". واعلن انه"في إطار حرص المملكة على هذا التعاون الاستراتيجي، وتقديراً منها للعلاقات التجارية المميزة مع اليابان، فإنه يسرني أن أعلن عن افتتاح ملحقية تجارية سعودية في طوكيو". وأكد لأعضاء الجمعيات أن الرياض"ستستمر في بذل كل جهد لتقديم التسهيلات المناسبة كافة، لإقامة المزيد من المشاريع الاستثمارية المشتركة، التي تعود بالنفع على البلدين والشعبين الصديقين".