فجّر رجل الأعمال خالد بطحي المطيري الخلاف الصامت بينه وبين عبدالعزيز الرشيد في مؤتمر صحافي عقده مساء الإثنين الماضي، بقاعة باريس في فندق الفورسيزن في مدينة الرياض الساعة التاسعة مساءً، عندما قال للصحافيين إنه يملك 75 في المئة من قناة"فواصل"، وأن عبدالعزيز الرشيد يملك 25 في المئة فقط، كما أكد أن شعار"فواصل"اللوغو ملك له أيضاً، وقال المطيري الذي يترأس مجلس إدارة مجموعة فواصل الإعلامية، إن أكاديمية فواصل للشعر توقفت تماماً، وإن البديل لها هو مسابقة شعرية على غرار مسابقة شاعر المليون، تحت مسمى"قصيدة التحدي"بقيمة مليون ريال، ومسابقة أخرى للجمهور في منازلهم تحت مسمى"لغز التحدي"، بقيمة نصف مليون ريال، وأنه ستكون هناك لجنة تحكيم وسيعلن عن تفاصيل المسابقة لاحقاً، وأن مدة المسابقة ستكون أربعة أشهر، بالمدة نفسها لمسابقة شاعر المليون تقريباً، كما أكد خالد المطيري أنه بصدد إطلاق قناة خاصة بالإبل، وأنه مستعد لدفع الملايين وضخ المال من أجل تحقيق طموحاته الإعلامية بصنع مجموعة إعلامية فضائية متكاملة قوية قادرة على المنافسة في سوق البث الفضائي. وعند اتصالنا بعبدالعزيز الرشيد شقيق مؤسس"فواصل"ومالكها الشاعر الصحافي الراحل طلال الرشيد، أكد لنا أن هناك خلافات عميقة بينه وبين خالد المطيري بدأت بعد أشهر من إطلاق قناة"فواصل"، لكنه تحاشى التحدث عنها علانية على أمل أن يتم حلها ودياً، لكن مؤتمر خالد المطيري الصحافي لم يترك مجالاً للصمت، وقال عبدالعزيز الرشيد إن اتفاقه مع خالد المطيري كان يقضي بتولي خالد الاستفادة من شعار"فواصل"، بسبب شهرتها الكبيرة وانتشارها الواسع في السعودية والخليج والعالم العربي، في مقابل 25 في المئة لأصحاب مجلة فواصل الوارثين، ونسبة من رسائل ال?SMS، وفي مقابل أيضاً تمويل خالد المطيري لأكاديمية طلال للشعر الشعبي ويؤكد عبدالعزيز الرشيد أنهم لم يحصلوا على شيء، ولم يرد خالد المطيري على مراسلاته التي تستفسر عن عائدات الرسائلSMS ، وبدا عبدالعزيز مصدوماً من تصرفات خالد المطيري الذي كانت تربطه به صداقة قوية، كما كانت له معرفة جيدة بالراحل طلال. وقال عبدالعزيز إنه بدأ يشعر بالقلق عندما لاحظ عدم دفع خالد المطيري رواتب موظفي قناة"فواصل"، كما أن خالد المطيري عقد مع منتجين فنيين في سورية والأردن اتفاقات لإنتاج مسلسلات بدوية وتاريخية، كانوا يتصلون بعبدالعزيز الرشيد مطالبين بحقوقهم المادية، لاعتقادهم أن القناة تتبع مجلة"فواصل"، لكنه كان يؤكد لهم أن لا علاقة له ولا لمجلة"فواصل"بالتزامات خالد المطيري المادية. وأوضح عبدالعزيز الرشيد أنه كان هناك اتفاق مع خالد المطيري على إنشاء وإطلاق"أكاديمية طلال"للشعر الشعبي، وهي فكرة مشابهة لفكرة"شاعر المليون"تقريباً، لكنها سابقة لها، بحيث تكون هناك مسابقة شعرية كبرى وتكون لها لجنة تحكيم لتقويم الشعراء المشاركين، وأنه بالفعل بدأ الكثير من الشعراء الشبان بإعداد أنفسهم للمسابقة، وبدأوا بتسجيل أسمائهم، لكنه لاحظ كيف كان خالد المطيري يماطل في هذا الموضوع ويتهرب مع أنه تكفل وتعهد بتمويل هذا المشروع، وكان سؤال عبدالعزيز الرشيد له هو: كيف تقول إنك ستمول الفكرة وأنت غير قادر على الدفع؟ حتى وصل الأمر إلى إعلان إيقاف المشروع وصرف النظر عن فكرة الأكاديمية نهائياً، والاستعاضة بطرح فكرة جديدة هي مسابقة"قصيدة التحدي"، التي أعلنها خالد أخيراً في مؤتمره الصحافي. وكانت الخلافات تفجرت من قبل بين مدير تحرير مجلة فواصل عبدالله العتيبي الذي عمل لفترة مديراً لقناة"فواصل"، وبين خالد المطيري، غادر عبدالله على إثرها مدينة دبي، وترك القناة ليعود إلى الرياض، وتبعه صحافيون آخرون في الخروج من القناة. كما سبق وقام الشاعر الصحافي البحريني إياد المريسي برفع دعوى ضد خالد المطيري يطالبه فيها بدفع رواتب أربعة أشهر لم يدفعها في مقابل عمله في قناة"فواصل"، ووصل الأمر إلى حد التراشق الإعلامي بين الصحافيين المنسحبين ورئيس مجلس إدارة القناة. ويبدو أن خالد المطيري اشترى شعار"فواصل"، لكن عبدالعزيز الرشيد يريد استرجاعه، فهل ستشهد قاعات المحاكم قضية إعلامية ساخنة بطلتها"فواصل". يذكر أن خالد بطحي المطيري سبق واشترى مجلة"بروز"الشعرية من مالكها عضو شرف نادي النصر السعودي الشاعر طلال عبدالله الرشيد الملقب ب"العطيب"، وقام بتحويلها إلى قناة فضائية ما زالت تحت التجريب. ومن جهة أخرى وفي اتصال هاتفي بنايف عواض مسؤول التنسيق والمتابعة في مكتب خالد المطيري، للحصول على هاتف خالد لنستمع إلى رأيه في ما قاله عبدالعزيز الرشيد حول خلافهما، لكنه قال إنه لا يستطيع إعطاءنا رقمه لأنه لا يرغب أن ينتشر جواله بين الصحافيين، وسيحاول أخذ الإذن لاحقاً. من ناحية ثانية، ذكر الصحافي في"فواصل"عبدالله الراجح لبعض الصحافيين، أنه يملك تقريباً 55 في المئة من مجلة"فواصل"، لكن هل هذه الشراكة بشكل ودي أم أن هناك عقوداً رسمية؟ ومن المعروف أن الشراكات الرسمية والاتفاقات الودية انتهت كلها بخلافات حادة وفشل للمشاريع الإعلامية في ساحة الشعر الشعبي. فلقد توقفت مجلات عدة وبيعت أكثر من مرة بسبب خلافات الشركاء أو المالك وطاقم الموظفين، ويبدو أن فيروسات المجلات الشعبية انتقلت إلى القنوات، وتكمن مشكلة المشاريع الإعلامية في كون كل شريك له قناعات ورؤية ورغبة في إثبات الذات والظهور في الصورة. وتصبح قضية تنافس فكري، فهي ليست مجرد شراكة تجارية عادية المال هو صلب الاتفاق أو الخلاف فيها، لكنها قضية ثقافية وفكرية أيضاً... وكانت مجلات شعبية مثل"أصداف"و"حياة الناس"و"قطوف"و"ملامح وشعر"وغيرها، بيعت أكثر من مرة، بل إن مجلة مثل"حياة الناس"بيعت ست مرات حتى الآن منذ أن أسسها اللبناني نِعم جبارة في دبي في منتصف الثمانينات. وقبل شهر استطاع رئيس تحرير مجلة"المختلف"ومالكها ناصر السبيعي، أن يكسب بصعوبة بالغة القضية التي رفعها ضد مجلة"نخبة المختلف"وصاحبها مطلق العبيسان المطيري، لأنه اعتبر أن صاحب المجلة يسعى لاستثمار اسم دار المختلف ونجاحها الإعلامي والاستفادة من شهرتها بلا وجه حق. ويزخر القمران العربيان"عرب سات"و"نايل سات"بقنوات شعبية قائمة على شراكة بين أصدقاء تتفاوت رؤوس أموالهم بين السيطرة الكاملة وبين التفاوت الحاد في نسبة الأسهم، ومن المعروف اعتماد القنوات الشعبية على رسائل ال?SMS، وكثرة إعادة برامجها، وتكرارها أربع مرات في اليوم الواحد، بينما من المتعارف عليه إعادة البرامج مرتين فقط خلال 24 ساعة في القنوات الفضائية العربية والعالمية، وتترك مدة لا تقل عن 12 ساعة بين إذاعة البرنامج للمرة الأولى وإعادة بثه.