واصل المحترف الليبي في فريق الهلال السعودي طارق التايب تقديم مستوياته الأدائية الراقية وتسجيل حضوره الفني الرائع مع فريقه، خلال النزالات الكروية الفائتة، التي كان فيها شعلة من النشاط والحيوية ومركز القوة الحقيقية في متوسط الميدان، والعقل المفكر الذي يرسم أحلى اللوحات الكروية، ويجهز أجمل الكرات الهجومية، ويصنع تمريرة الهدف التي تسهل لزملائه المهاجمين هز الشباك ولفريقه تحقيق الانتصارات وحصد النقاط، حتى غرد وحيداً في الصدارة برصيد 47 نقطة، وبفارق سبع نقاط عن وصيفه وأقرب ملاحقيه فريق الوحدة، وذلك حتى نهاية الجولة التاسعة عشرة من دوري كأس خادم الحرمين الشريفين في الموسم الكروي الحالي. ونجح التايب في فرض اسمه بقوة على التشكيل الأزرق ورفع أسهم بلاده في أول ظهور حقيقي لمحترف ليبي في الملاعب السعودية، وبات يمثل حالياً واحداً من أبرز وأميز المحترفين الأجانب الذين استقطبتهم الأندية المحلية في فترة الاحتراف الثانية عبر تاريخ الرياضة السعودية وأحد اللاعبين المميزين الذين تحرص جماهير الكرة الذواقة للغة الفن الكروي الأصيل على مشاهدتهم ومتابعتهم والاستمتاع بفنياتهم ولمساتهم ومهاراتهم وتسحيباتهم وتمريراتهم التي لا يجيدها إلا مثل هذه النوعية المحدودة من اللاعبين الكبار أصحاب المواهب الكروية الرائعة والمستويات الأدائية العالية. وسطع نجم التايب مع الهلال السعودي في منتصف الدوري تقريباً وتحديداً من مباراة الشباب، إذ أكد أنه صانع ألعاب من طراز فريد ودينامو متحرك يشعل أداء فريقه قوة وحماسة ويمنحه روعة وجمالاً ورونقاً جذاباً، ويتحرك في أرجاء الملعب دفاعاً وهجوماً، ويرهق لاعبي الفرق المنافسة ويرعب مدربيها الذين فشلوا تماماً في مراقبة البرنس الليبي والقبض عليه وتقييد تحركاته والحد من خطورته سواء بالطرق المشروعة أو خلافها. وقاد التايب فريقه الهلال عصر أمس إلى انتصار غال وثلاث نقاط مهمة بعد تجاوز منعطف الطائي في حائل وبعشرة لاعبين بعد طرد المفرج بالبطاقة الحمراء، إذ تألق اللاعب بشكل لافت، وأمتع الحضور في الملعب والمشاهدين خلف الشاشات الفضية، وكانت له البصمة الأروع والأجمل والأقوى في نتيجة اللقاء، وانتصار فريقه عبر تسجيله للهدف الأول من كرة سريعة وتسديدة مباشرة هزت شباك المضيف، وصناعته للهدف الثاني بعد سحبه لمدافع الطائي بفاصل مهاري وعكسه الكرة للبرازيلي رودريغو الان الذي عالجها في المرمى هدفاً ثانياً، أكد به تفوق فريقه وحصوله على النقاط الثلاث، كما أكد علو كعب التايب ونجاح صفقته وتأكيد أهميته في الخريطة الهلالية وأنه مكسب كبير للملاعب السعودية التي تحتاج إلى مثل عينة التايب، وليس لأسماء عالمية تأتي بمسمى محترفين أجانب وبعد فترة قصيرة يتضح أنهم مقالب ثم يغادرون سريعاً إلى بلدانهم بتأشيرة خروج نهائي.