سرت، طرابلس - أ ف ب، رويترز - حققت قوات المجلس الوطني الانتقالي الليبي تقدماً كبيراً في سرت، حيث سيطرت على مواقع حيوية تستخدمها قوات الديكتاتور المخلوع معمر القذافي في قلب المدينة، كما سيطرت على مطار بني وليد، المعقل الرئيسي الآخر لقوات العقيد الفار، واشتبكت معها على بعد كيلومتر من مركز المدنية. وتمكنت قوات المجلس من السيطرة على مركز واغادوغو للمؤتمرات في سرت، وهو المركز الحصين الذي تم تشييده لاستضافة القمم الأفريقية والعربية، ومثل هدفاً أساسياً لقوات المجلس منذ شنت هجومها منتصف الشهر الماضي على المدينة. وانتشر مقاتلون في مركز المؤتمرات المترامي حيث أنزلوا صور القذافي والأعلام الخضراء لنظامه. وقال القائد الميداني محمد الفياض: «سيطرنا على مركز واغادوغو بنسبة مئة في المئة. الطريق الآن مفتوحة للسيطرة على المدينة بأسرها. نحن قريبون من وسطها». وأضاف: «نستعد للسيطرة على وسط سرت في غضون ساعات... لم يعد الأمر رهناً سوى بالتنسيق بين الجبهة الغربية (للمقاتلين من مصراتة) والجبهة الشرقية (للمقاتلين من بنغازي). المسألة مسألة وقت حتى ننسق في ما بيننا». واستولت قوات المجلس صباحا على جامعة سرت والابنية الملحقة بها. ووصف أحد القادة العسكريين للمجلس، ويدعى ناصر زمود، القتال للسيطرة على الجامعة بأنه «كان ضارياً وكان هناك الكثير من القناصة». وأعلن «مجلس ثوار مصراتة» أن قواته تسيطر الآن على مستشفى ابن سينا الذي كانت كتائب القذافي تستخدمه مخبئاً. أما في بني وليد، فأعلن القائد الميداني موسى يونس سيطرة قوات المجلس على المطار، مشيراً إلى أن المقاتلين باتوا على بعد كيلومتر واحد من وسط المدينة. وأضاف أن كتائب القذافي تقصف بالمدفعية الثقيلة قوات المجلس الانتقالي، وأن اشتباكات عنيفة جرت أمس على بعد كيلومتر من وسط بني وليد، فيما نزح كثير من السكان من مناطق القتال. ولم تعرف الخسائر بين المقاتلين جراء القتال أمس. وما زال آلاف المدنيين محاصرين في سرت. ويقول قادة المجلس إنهم يراعون خلال تقدمهم إمكان إجلاء بعض من لم يتمكنوا من النزوح وتجنب سقوط ضحايا بنيران صديقة. وعلى الجبهة الغربية لسرت، سيطر مقاتلو المجلس على معظم أنحاء مجمع يضم 700 وحدة سكنية غير انهم تعرضوا لنيران القناصة مع تقدمهم أمس. وقال القائد الميداني أحمد براسالي: «نحن بانتظار تعزيزات وسنتقدم بعدها... تعرضنا لهجوم هذا الصباح من جانب عشرة من الموالين للقذافي أطلقوا قذائف صاروخية ونيران أسلحتهم الرشاشة وقتلناهم جميعاً».