سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أمير "الشرقية" اعتبر الاهتمام بمصادره "واجباً" ... وأمين دارة الملك عبدالعزيز ينفي إقامة فروع في المناطق السماري: فقدنا الكثير من التاريخ السعودي بسبب تأخُّرنا عن توثيقه
أقرّ الأمين العام لدارة"الملك عبد العزيز"الدكتور فهد السماري التأخر عن توثيق تاريخ المملكة، مُحملاً المسؤولية إلى الدارة. وقال خلال تدشين المرحلة الثانية من مشروع"توثيق مصادر تاريخ المملكة"، برعاية أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز مساء أول من أمس:"نحن مطالبون بالمضي في ما هو متاح من الزمن للتوثيق، حتى لا تكون الخسائر مضاعفة". في الوقت الذي تستعد وحدة متنقلة للتجوال في محافظات المنطقة الشرقية، لترميم الوثائق والمخطوطات الشخصية. وقال أمير المنطقة الشرقية في حفلة تدشين المشروع:"التاريخ ذاكرة الأمم يرصد تطور حياتها، وأصبح الاهتمام بمصادره واجباً للاستفادة من دروس الماضي وتجاربه في معالجة قضايا الحاضر والاستعداد للمستقبل"، مضيفاً أن"المملكة شهدت قفزات تنموية في جميع المجالات المادية والمعنوية، ما يحتم علينا السعي لتوثيق المصادر التاريخية لبلادنا، التي عاشت تحت عهد الدولة السعودية الحديثة أوجّ مجدها وأكبر إنجازاتها"، مؤكداً وجوب التعاون مع"الدارة"في توثيق التاريخ. وأوضح السماري أن"الدارة زارت مناطق مختلفة، وتعد زيارتها إلى المنطقة الشرقية ال13 من أصل 18 منطقة ومحافظة"، واعتبر التقصير الحاصل في عدم الاهتمام بالتاريخ"متبادلاً بين"الدارة"كمؤسسة والمهتمين بالتاريخ، وبخاصة مع غياب التواصل والاتصال، ونفى سعي"الدارة إلى إقامة فروع لها في المناطق"، وإنما"عمل برامج لكل منطقة"، مشيراً إلى أن"الدارة تقدم عشر منح في العام، وتعطى إلى الباحثين من دون شروط مسبقة، وإنما يطلب فقط تقديم تصور للبحث المراد إجراءه". وقال:"الدارة لا تسعى إلى تكوين تاريخ مركزي، وإنما تعمل على توثيق تاريخ كل منطقة، وليست عملية نقل التراث من مخطوطات إلى الرياض، إلا من باب التوثيق، ثم يعاد الأصل إلى مكانه، في حال توافر مكان ملائم له"، مشيراً إلى أن البعض"كان يخشى ويتردد من التوثيق، إلا أن ذلك تغير عندما اتضحت الرؤية والأهداف، وعلموا أن تاريخ آبائهم وأجدادهم محط اهتمام وعناية، لكونه جزءاً مهماً من تاريخ البلاد". ورأى أن"ما يميز توثيق الدارة يكمن في أسلوب المؤسسة العلمي"، وقال:"تعالج الوثائق في شكل دقيق من خلال تقنيات متعددة، بينها الليزر". بدوره، أبدى رئيس النادي الأدبي في المنطقة الشرقية جبير المليحان في كلمة ألقاها خلال حفلة التدشين"استعداد النادي لوضع كل ما يملكه من قواعد بيانات ومعلومات تحت تصرف"الدارة"، ودعم برامجها في المنطقة الشرقية من دون حدود". وقال:"التاريخ الشفهي غير المدون كنز ثمين من جسد كل أمة سينتهي مع غروب حياة أي شخص يحمله، وبذلك تفقد الأمة جزءاً مهماً من تاريخها". إلى ذلك، زار الأمين العام ل"الدارة"أمس متحف"القطيف الحضاري"الذي يملكه المهتم بالآثار حسين علي العوامي، وأطلع على مخطوطات ووثائق ومصاحف مختلفة الأحجام، ووجّه بضرورة معالجتها من طريق الوسائل العلمية المتاحة في الدارة. كما شملت جولته في محافظفة القطيف مناطق أثرية عدة، أهمها موقع الزارة الأثري الذي كشف النقاب عن ثروة أثرية كبيرة تعود إلى عصور عدة، بينها الجاهلي والأموي والعباسي. وأكد السماري أن"الدارة ستوفر وفي شكل مجاني لمالكي المخطوطات والوثائق خدمة تعقيم المخطوطات وترميمها، من طريق سيارة خدمة التعقيم والترميم المتنقلة، التي تصل إلى المنزل، كي لا يتكلف المحتفظ بالمخطوطات عناء نقلها خارج منزله"، وتقوم السيارة من خلال أجهزه متطورة منها الليزر، بمسح شامل للمخطوطة أو الوثيقة، وتنظيفها على الفور، ما يعيدها خالية من البكتيريا التي تفتك بالمخطوطات مع مرور الزمن.