شهدت محافظة الجبيل مساء أول من أمس، ظاهرة مناخية دامت نحو سبع دقائق، تسببت في انزلاق مركبات، وسقوط لوحات إعلانية كبيرة وأشجار. وقال فلكي متخصص:"إن ما شهدته الجبيل يُصنف ضمن أخطر الظواهر الطبيعية، وتسمى علمياً"ميكروبوت"، وهي سلسلة من التيارات الهوائية الهابطة الشديدة والمركزة جداً، ويقل عرضها عادة أقل من خمسة كيلومترات، وتدوم فترة تتراوح بين دقيقة إلى خمس دقائق، وتكون مصحوبة بعواصف رعدية، وأثبتت أنها من أخطر أنواع الرياح القصية، ترافقها رياح هابطة، تصل سرعتها إلى أكثر من 60 عقدة. وتنتشر هذه الرياح مع هبوطها في اتجاه الأرض واقترابها من سطحها، في اتجاهات متعددة وتفقد لاحقاً سرعتها الأفقية". وعلى رغم توقف الظاهرة المناخية بعد نحو سبع دقائق من هبوبها، إلا ان عواصف رعدية وأمطاراً غزيرة وحبات من البرد شهدتها الجبيل على مدى ساعتين دون انقطاع، رافقها هطول كميات من المطر، وصفها فلكيون بأنها"الأكثر غزارة في تاريخ المحافظة". وسرعان ما تحول الطقس من مشمس ودافئ نسبياً بعد عصر أول من أمس، إلى بارد نسبياً، حتى بدأ هدير العواصف الرعدية ثم تبعها هطول الأمطار وحبات البرد الكبيرة من بعد صلاة المغرب، ما تسبب في ارتفاع منسوب المياه في عدد من شوارع المدينة. وشهدت محافظة الجبيل، خصوصاً البلد، حوادث مرورية، إلا أنها خلت من الإصابات. وبرزت آثار العواصف الرعدية في الأضرار الكبيرة التي لحقت بالمخيمات المنتشرة في منطقة الجبيل الصناعية. وقال عبد العزيز السحيمي:"لم أستوعب ما حدث نتيجة تلك العواصف التي لم أرَ مثيلاً لها إلا في الأفلام الوثائقية"، مشيراً إلى ان قوة الرياح"تسببت في طيران تلفزيون بحجم 43 بوصة من مخيم العائلة شمال الجبيل الصناعية لمسافة 25 متراً، بعدما أتت العاصفة على المخيم بأكمله". وتطايرت الخيام وبيوت الصفيح واختفت أعداد كبيرة من المواشي. وشكلت إدارة الدفاع المدني في الجبيل غرفة عمليات عاجلة، للتعامل مع آثار العاصفة. وقال مدير الدفاع المدني في الجبيل العقيد سعيد أحمد المالحي ل?"الحياة":"غرفة العمليات باشرت مساء أول من أمس، معالجة الآثار الناجمة عن تساقط الأمطار الغزيرة وزخات البرد الكثيفة، وعملت على إزالة الأتربة والأشجار الساقطة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة"، مضيفاً"لم تسجل حوادث حرائق أو إصابات"، فيما جندت بلدية محافظة الجبيل امكاناتها الآلية والبشرية كافة لسحب المياه من الشوارع، وإزالة الأشجار الساقطة واللوحات الإعلانية والدعائية منها. وحذر فلكي متخصص من"صواعق رعدية مماثلة قد تشهدها المنطقة الشرقية في غضون الأيام المقبلة"، كما حذر من"الخروج أثناء هطول الأمطار، ونصح بتجنب السير تحت السحب الرعدية، حتى لا يكون الأشخاص عرضة للصعق"، مؤكداً ان"البرق يحمل قوة تدميرية، إذ إن لشحنته الكهربائية آثاراً خطرة".