يتعلق المتعاملون في سوق الأسهم السعودية اليوم بحبل أمل محدود، يتمثل في إمكان بدء التداولات ب?"فجوة صاعدة"بالتزامن مع ظهور بوادر لدخول سيولة لانتشال السوق قبل نهاية تعاملات الأسبوع الجاري، وذلك لإحباط صدقية رسائل مجهولة المصدر عمدت لبث الذعر في أوساط المتعاملين من دون أن تذكر أسباباً تبرر وجهة النظر المتشائمة. ويأتي التعلق في حبل الأمل الموقت قبل الدخول في دوامة التصحيح الثلاثي، بعد الانتهاء فعلياً من التصحيح الثنائي الذي يصادف تاريخ ولادته الأسبوع الأخير من شباط فبراير 2006، فيما انتهى عمره الافتراضي مع بداية شباط الماضي. في هذه الأثناء، أشار مدير مكتب الدقاق للاستشارات المالية صباح التركي إلى أنه من الناحية الفنية لحركة المؤشر في الأسابيع الأخيرة، يتضح عدم قدرته على الإقفال فوق 8877 نقطة ليومين متتاليين. وبين أن هذا الأمر كان دليلاً أكيداً على حتمية المرور في جني أرباح أخير تنتهي معه موجة تصحيح شباط المؤلمة للسوق. وقال التركي في تعليق ل?"الحياة"حول إقفال السوق بخسارة 521 نقطة أمس إن"طريق المؤشر نحو نهاية التصحيح تنتظره نقاط دعم تبدأ من 8030 نقطة، وهي نقطة دعم ضعيفة من الصعب الصمود عندها وتتلوها نقطة دعم أخرى هي 7760 نقطة، وتعتبر نقطة جيدة. أما النقطة الأقوى فهي 7570 نقطة، وفي حال كسرها فعلى المتعاملين مراقبة النقطة المحورية الجديدة وهي 7395 نقطة، لأنه في حال كسر هذه النقطة ليومين متتاليين سيتحول التصحيح من تصحيح ثنائي إلى تصحيح ثلاثي". وبين أن"التصحيح الأول كان من 21 إلى 13 ألف نقطة، والثاني كان من 13 ألف نقطة إلى 6779 نقطة، وعندها سيتحول سيناريو السوق إلى نقاط لا نتمنى الوصول إليها ونستبعدها لأن مكررات الربحية وصلت إلى أسعار مغرية". ويضيف التركي أنه من المحتمل حدوث ارتداد جزئي بعد هذا الهبوط الحاد، إلا أنه سيكون ارتداداً وهمياً، وإن لم يحدث ارتداد فهذا يعني الاستمرار في كسر نقاط الدعم السابقة بشكل سريع. ويختم التركي انه من"المؤسف أننا اعتدنا في السوق السعودية على أن يعمد كبار المضاربين إلى إيهام الناس بأن السوق تسير وتتبع الأخبار والإشاعات للضغط على المتداولين بإتباع هذه الاشاعات وأنها هي مصدر المعلومة في السوق في حين يتبع الكبار التحليل المالي والفني للسوق الذي عادة ما يوضح حركة السوق هبوطاً وصعوداً بشكل جيد ودقيق. من جهته، يؤكد المحلل المالي الدكتور ياسين الجفري، انه من الناحية المالية والفنية للسوق فإنه لا توجد أسباب قوية لهذا الهبوط الحاد إلا رغبة أصحاب المحافظ الكبيرة في تجميع أكبر قدر ممكن من الأسهم بأسعار زهيدة. وقال إن"الأسباب مضاربية بحتة، فوضع السوق السعودية اليوم أفضل من نظيرتها الأميركية، التي يحمل مكررات ربحية فوق 20، في حين غالبية مكررات ربحية السوق السعودية تحت 17 مرة، وهو ما يعني أننا في نقطة تجميع قوية للشراء، بعد استغلال الظروف الأمنية بزيادة العقوبات على إيران واحتمال وقوع حرب في المنطقة وتأثير ذلك في اقتصاد المنطقة". واعتبر أن كل"ذلك يأتي لتخويف المتعاملين ودفعهم لبيع أسهمهم، وفي المقابل يفتحون هم محافظهم لاستقبال هذه الأسهم وعند بدء رحلة الصعود يهرول من باع أسهمه لشراء الأسهم نفسها بأسعار مرتفعة لعله يدرك شيئاً من الكعكة وبالتالي البعض قد يدرك القليل الذي لا يسد رمقه ولا يطفئ خسائره، أما الأكثرية فيقعون في خسائر مضاعفة". وعلى الطرف الآخر، أوضح المحلل الفني فيصل المهنا، أنه يرجح استعادة السوق للون الأخضر مع بداية تداولات اليوم، خصوصاً في ظل عدم وجود مبرر لمواصلة التراجع. واتهم المهنا جهات غير معروفة ببث رسائل مجهولة المصدر دأبت خلال الأيام القريبة الماضية على بث الذعر في أوساط ملاك المحافظ الصغيرة والمتوسطة من خلال الحث على البيع والخروج من السوق بغض النظر عن الموقف المالي لمحافظ المستهدفين في هذه الرسائل، سواء أكانت رابحة أم خاسرة. ويأتي هذا الاتهام من المهنا بمثابة البلاغ عن مخالفة تطعن قلب الشفافية التي تكثر الشكوى من غيابها في مثل هذه الظروف التي يواجهها المتعاملون في سوق الأسهم، من دون أن يتم القضاء على أسباب ظهورها.