صادق وزراء الخارجية العرب، سريعاً، على مسودات مشاريع قرارات القمة العربية في دورتها العادية التاسعة عشرة، بتغييرات طفيفة على مسألة الدستور العراقي، وبشأن لجنة المتابعة الخاصة بالمبادرة العربية للسلام. وكانت"الحياة"نشرت في عددها أمس نص مسودات مشاريع القرارات، التي من المنتظر مصادقة الزعماء العرب على بنودها يوم الخميس المقبل، في ختام قمتهم التي تستمر يومين. بدوره، أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل عن ترؤس الملك عبدالله بن عبدالعزيز لقاء، سيجمع الرئيس السوداني عمر البشير مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، على هامش أعمال قمة الرياض، يستهدف معالجة العلاقة الدولية مع السودان. وكان خادم الحرمين الشريفين رئيس القمة العربية ال19 الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال ترؤسه الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء السعودي أمس، أن قمة الرياض التي ستنعقد غداً الأربعاء"تتعامل مع القوى الدولية بتفهّم ونديّة"، قائلاً:"القمة العربية تتصدى لكل التحديات السياسية والاقتصادية والثقافية التي تواجه الوطن العربي، وتتعامل مع القوى السياسية بتفهّم ونديّة". كما أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الفيصل، عن دخول اتفاق"مجلس الأمن والسلم العربي"حيز التنفيذ بدءاً من أمس الإثنين، بعد مصادقة جميع الدول العربية عليه تلبية لقرار قمة الخرطوم، إذ أودعت الجزائر أوراق التصديق على إنشاء المجلس لدى أمانة الجامعة العربية. وكان الأمير سعود الفيصل شدد على أن"ورقة حول مجلس الأمن والسلم العربي أعدت من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ووفد من السعودية". وأوضح أن الورقة"تنطلق، متى أقرها العرب خلال هذين اليومين، من قفل الدائرة لتحصين العمل العربي المشترك، سواء السياسي أو الأمني أو الاقتصادي، وأنها مشروع يسعى إلى إحياء هذه المؤسسات التي كان من الضرورة أن توجد لتحدث التوازن في السياسة العربية". من جانبه، أعرب وزير الخارجية السوري وليد المعلم في حديث إلى"الحياة"، عن ارتياح بلاده التام لنتائج الاجتماع الوزاري، الذي انتهى، على غير عادة المؤتمرات ذات الصلة بالعمل العربي، سريعاً خلال ساعات النهار الأولى. وكان الوفد السوري قدم اقتراحات تجاه تفعيل المبادرة العربية، وجرى تبنيها من جانب الاجتماع الوزاري. بحسب المعلم. وتكشّف ل?"الحياة"من خلال تصريحات وزراء حضروا الاجتماع الوزاري التحضيري لقمة الرياض، أن السبب الرئيس وراء سرعة الاتفاق على إقرار مسودة المشروع"تجنب الدخول في نقاشات ربما تحولت إلى"جدل بيزنطي"حول القضايا الشائكة، التي لا يملك سوى قلة من المجتمعين كلمة مؤثرة فيها". في إشارة إلى الملف اللبناني الذي لم يجر نقاشه من جانب وزراء الخارجية، وملفات الوضع الاقتصادي والتعليم، وبقية بنود مشاريع القرارات. وطاول التعديل المحدود مشروع قرار الملف العراقي، إذ أضيفت عبارة"بما يحقق المصالحة الوطنية"، إلى الفقرة المتعلقة ب?"إعادة النظر في هيئة اجتثاث البعث". إلى ذلك، استقبلت العاصمة الرياض أول القادة العرب، إذ وصل الرئيس الجيبوتي إسماعيل جيلة، فيما خصص اليوم الثلثاء لاستقبال بقية القادة ورؤساء الوفود المشاركين، تمهيداً لافتتاح أعمال القمة ظهر غدٍ الأربعاء، فيما تختتم أعمالها الخميس.