إن تطور الفكر البشري، ومظاهرهذا التطور تجسدت في تطور الابداع الفكري المتمثل في نتاج هذا الفكر من مؤلفات، فهذا الابداع الفكري الذي يتجسد في أعمال أدبية أو فنية أو رسومات أو تصاميم أو برامج الحاسب الآلي، كان لا بد من حمايته من عمليات القرصنة والسرقة بكل اشكالها، بل وربطها بحماية الحقوق المرتبطة بها، كحق المنتجين والبث والمؤدين... فحق المؤلف يشمل المصنفات الادبية والعلمية كافة، وعلى سبيل المثال"الروايات ? الشعر ? برامج الحاسب الآلي - الرسوم - التصميمات الفنية". وأولت السعودية اهتماماً كبيراً بهذا الأمر، إذ وضعت له نظاماً خاصاً سمي نظام حماية حقوق المؤلف لسنة 1410ه، واشتمل النظام على حماية المصنفات التي يكون التعبيرعنها بالكتابة أو الصوت أو الرسم أو التصوير أو الحركة... وجاء هذا الاهتمام المتعاظم بحماية حقوق المؤلف لكي يساعد ذلك في تحفيز المبدعين، وخلق الأجواء الملائمة للانطلاق، لأن مكتسباتهم محمية من أي قرصنة أو استغلال. وهناك أعمال فردية، وهناك أعمال جماعية، فالأعمال التي يقوم بها مؤلف بصورة منفردة عليه تحسب لمصلحته ولورثته في ما بعد، أما الأعمال الجماعية أو التي تؤلف بواسطة مجموعة من المبدعين هي عادة ما تأتي بمبادرة من شخص طبيعي أو اعتباري فيرعى المصنف وينشر تحت اسمه. وحقوق المؤلف تنقسم إلى حقوق معنوية وحقوق مادية. فالحقوق المعنوية هي: الحقوق المتعلقة بالمبدع وهي لها الأولوية، ويتجسد هذا الامر في حقه في نسبة المؤلف اليه، وحقه في الوصاية عليه بصورة كاملة وفق ما يراه لمصلحة مصنفه. أما الحقوق المادية: فتتمثل في حق المبدع في تسويق مصنفه مالياً وانتقاله إلى غيره بحسب ما يضمنه اتفاقه مع غيره، والملاحظ هنا أنه وبمجرد انتقال المصنف إلى آخر لا يكون للمؤلف سوى الحق المعنوي فقط. ويلاحظ هنا أن الحماية مقيدة من حيث الزمان والمكان، أما من حيث الزمان ففي الغالب تظل الحماية طوال مدة حياته في بعض الدول ولا تسقط بالتقادم، وينتقل هذا الحق لورثته في ما بعد... ومع ذلك فالولايات المتحدة تقدر مدة الحماية على مصنفات مبدعيها. أثر الحماية: ينصرف أثر الحماية على المصنف إبان حياة المبدع، وفي حال الوفاة ينتقل هذا الأثر إلى ورثته وفقاً لنظام كل دولة، فمكافأة الحقوق المادية والمعنوية محفوظة إما للمبدع في حال حياته أو لورثته بعد وفاته. محمد عبدالله اليحيى