تتجه أنظار الشارع الرياضي السعودي عموماً وجماهير الاتحاد والأهلي خصوصاً مساء اليوم صوب استاد الأمير عبدالله الفيصل في جدة، حيث يقام نهائي بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد بين قطبي المنطقة الغربية الاتحاد والأهلي، وذلك في مواجهة مثيرة تصنف من العيار الثقيل والثقيل جداً، ليست لأنها مباراة ختامية فحسب بل للتنافس التقليدي الذي يجمعهما، ودائماً ما تكون هناك استعدادات خاصة من الجهازين الفني والإداري للطرفين تسبق المباراة بوقت كاف، كما أن للجماهير وقفة مختلفة، إذ إنها تملأ مدرجات الملعب، إذ تكاد تكون الجماهير الموجودة خارج أسوار الملعب أكثر من تلك التي حصلت على المقاعد بسبب حضورها الباكر، وتضفي جماهير الناديين أحلى ألوان الإثارة والندية بأهازيجها المميزة التي يتفاعل معها لاعبو الطرفين، ويطرب لها المشاهد خلف شاشات التلفزيون. الاحتفالية ستكون ذات نكهة خاصة وطعم مختلف يعكس أهمية الحدث في ظل تقارب مستوى الطرفين، والتاريخ حمل في طياته ثمانية نهائيات جمعت الفريقين، كانت الغلبة فيها للاتحاد في ست مناسبات في مقابل مناسبتين للأهلي، والتقيا في نهائي المسابقة مرة واحدة عام 1997 وكانت الكلمة الأقوى للاتحاد بثلاثة أهداف في مقابل هدف واحد، وسجل الاتحاد في السنوات الأخيرة أفضلية كبيرة وواضحة على غريمه التقليدي، إلا أن مثل هذه الاعتبارات لا مكان لها في مواجهة الليلة التي لا تخضع لأية مقاييس أو حسابات تسبق انطلاق صافرة البداية، واعتاد الوسط الرياضي على مناورات مثيرة بين مدربي الفريقين من خلال التذمر من الإصابات والغيابات لتخدير الطرف الآخر وكسب الشق المعنوي، كما أن للجانب الإداري دوراً في الإعداد النفسي والتجهيز المعنوي. أما على الشق الميداني، فتبقى الكلمة الأهم لدى اللاعبين ومدى استيعابهم لتوجيهات المدرب قبل وأثناء النزال، وبلا شك أن الفرص ستتوالى ومن يستثمر أكثر سيحظى باللقب الغالي، واختلف المدربون من حيث الإعداد واتفقا على فرض السرية على التدريبات، فالمدرب الاتحادي البلجيكي ديمتري استعان بالمخضرم حمزة إدريس إلى جوار النشط الغيني الحسن كيتا، والأول صاحب حضور جيد في النهائيات ويملك الخبرة الكافية للتعامل المناسب مع مثل هذه اللقاءات، وتعول عليه جماهير العميد كثيراً أثناء ملاقاة المنافس التقليدي، كما أن منطقة الوسط عامرة بالأسماء ذات الصفة الدولية، إذ يتألق سعود كريري على محور الارتكاز مع حيوية مناف أبو شقير والبرازيلي فاغنر، الذي قدم نفسه كما يجب في المواجهة السابقة أمام الشباب واثبت أنه صفقه ناجحة بكل المقاييس، ومن المنتظر أن تكون له بصمة على خطوط"العميد"مساء اليوم، كما أن مشاركة مواطنه رينالدو واردة وهو الورقة التي سيحتفظ بها المدرب إلى جواره على دكة الاحتياط، للاستفادة من خدماته في الشوط الثاني والضغط معنوياً على خصمه، ويظل أحمد الدوخي وإبراهيم سويد هما أبرز الغائبين بسبب حصولهما على بطاقتين حمراوين في المباراة السابقة. وعلى الضفة الأخرى، يتطلع الأهلي إلى مصالحة جماهيره والعودة إلى منصات التتويج عبر شباك جاره ومنافسه التقليدي، والفريق الأهلاوي قدم مستويات كبيرة هذا الموسم أهلته للوصول إلى المباراة الختامية لأولى مسابقات الموسم، ومدربه نيبوشا يعتمد على الأسماء الشابة وهي سلاحه الأقوى، بتألق تركي الثقفي وتيسير الجاسم وصاحب العبدالله في الوسط ومحمد عيد وجفين البيشي في الدفاع، إضافة إلى المحترفين التونسيين خالد بدرة وهيكل قمامدية، أما البرازيلي كايو فهو أقل من طموحات عشاق الفريق وظهر بمستوى دون المأمول ووجوده غير مجد في مباراة بحجم مباراة الليلة، وتكمن القوة الحقيقة للأهلي في خط المقدمة بوجود مالك معاذ وهيكل قمامدية، وهما ثنائي خطر لن يجعل الدفاع الاتحادي ينعم بالهدوء طوال دقائق اللقاء ولن تكفي الطرق المشروعة دائماً للحد من خطورتهما، وتزداد فعالية معاذ وقمامدية متى ما وجدا المساندة الجيدة من ظهيري الجنب، خصوصاً أنهما يجيدان ويعشقان اللعب على الأطراف. غياب قائد الفريق المخضرم حسين عبدالغني سيترك فراغاً كبيراً في منطقة المناورة ومن الصعب تعويض غيابه وهو صاحب الخبرة العريضة في مباريات الحسم. وبقي أن نقول إن لقاء الليلة هو المواجهة الأولى لقطبي المنطقة الغربية هذا الموسم، ولعل هذا يكون عاملاً آخر لإشعال فتيل الإثارة والندية لامتاع الجماهير عموماً وجماهير الفريقين خصوصاً.