في إطار المباريات المؤجلة لكأس دوري خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم تقام اليوم مباراتان، أولاهما"دربي الغربية"بين الأهلي والاتحاد في لقاء مؤجل من الأسبوع التاسع، والأخرى في حائل حيث يستضيف الطائي النصر في لقاء مؤجل من الأسبوع السابع. الأهلي - الاتحاد لقاء كبير ومن العيار الثقيل عطفاً على التنافس التقليدي الذي يجمع الفريقين وأهمية المباراة في صراع المراكز المتقدمة، فالاتحاد يتطلع إلى انتزاع الوصافة بإضافة ثلاث نقاط جديدة، بينما الأهلي يحاول التقدم إلى المركز الثالث، وهذه الحسابات تجعل الإثارة والندية سمة للأحداث الفنية داخل المستطيل، ودائماً ما يكون"دربي الغربية"حافلاً بالحضور الجماهيري والأداء المميز.ويشتد الصراع في لقاء الليلة في ظل تقارب المستوى وارتفاع الطموحات، إضافة إلى تكامل العناصر. ويعتبر الأهلي أكثر استقراراً من ناحية الأداء الفني، فقد شهدت الفترة الأخيرة ثباتاً واضحاً، وحقق الفريق نتائج إيجابية مكنته من الثبات في المربع الذهبي، والوصول إلى نهائي كأس ولي العهد، ونجح مدربه الصربي نيبوشا في استعادة الهوية الفنية ل"القلعة"من خلال التوظيف المثالي لإمكانات اللاعبين، والقراءة الجيدة لأحداث الملعب، والاستعانة بالعناصر الشابة التي قدمت مستويات رائعة أمثال: تركي الثقفي ومعتز موسى ومالك معاذ ومحمد عيد، إضافة إلى المحترفين المؤثرين في وجود المغربيين جواد أقدار وعبدالحق العريفي والصربي ميسانو فيتش. ويلاحظ أن الخطوط الأهلاوية تلعب الكرة الجماعية الجميلة بإيقاع سريع، مع الاعتماد على الغزو من الأطراف بانطلاق حسين عبدالغني من اليسار ومحمد مسعد من اليمين وهذا الثنائي يساند الهجمة بجرأة عالية، ما يعزز الشق الهجومي. ويتألق رباعي الوسط في القيام بالأدوار الدفاعية والهجومية، وسيتأثر الوسط بعدم مشاركة عبدالحق العريفي الذي تعرض لإصابة في مباراة أبها الماضية بعد تألقه وتسجيله أربعة أهداف. وتظل منطقة الدفاع هي ما يقلق عشاق الأهلي في ظل تواضع متوسط الدفاع، ويمثل الثنائي مالك معاذ وجواد أقدار قوة ضاربة في خط المقدمة. أما الفريق الاتحادي فيدخل المباراة ب37 نقطة وبمعنويات مرتفعة جداً إثر الفوز على الهلال في الجولة الماضية، ما عزز حظوظه في الوصول إلى الوصافة، إضافة إلى أن الفرنسي ميتسو سيتولى الإشراف الفني رسمياً في مباراة الليلة، وسيكون ذلك دافعاً لجميع اللاعبين لتقديم المستويات التي تنال رضا المدرب الجديد. والقائمة الاتحادية مليئة بالأسماء الكبيرة في كل المراكز، ولعل منطقة الوسط هي الأكثر حيوية ونشاطاً في وجود"موسيقار الفريق"محمد نور، ومناف أبو شقير، و"الجندي المجهول"سعود كريري صاحب الأداء الرفيع والمهمات الصعبة. ويعدّ السيراليوني محمد كالون الغائب الأبرز، نظراً إلى إيقافه مباراتين بعد حصوله على البطاقة الصفراء السادسة أمام الأنصار، إلا أن وجود البديل الجاهز سيعوض غياب كالون، خصوصاً أن دكة الاحتياط مليئة بالأسماء المميزة. ويظل الغاني البرنس تاغو إحدى أهم الأوراق الرابحة في أجندة ميتسو بتحركاته الدائمة في خط المقدمة وقدرته العالية على الاستفادة من أنصاف الفرص داخل منطقة الخصم . ويقف سعد الحارثي إلى جانب البرنس تاغو في المقدمة، وتعقد الجماهير الاتحادية آمالاً عريضة على الحارثي لقيادة الفريق إلى خطف النقاط الثلاث. الطائي - النصر في مباراة بعيدة من الحسابات، وهي بمنزلة"تأدية الواجب"و"تحسين المراكز"، يقف النصر في المركز الثامن ب23 نقطة في منطقة الوسط. وستكون فرصة للمدرب الجديد البرتغالي آرثر جورج للوقوف على مستويات اللاعبين، وإعطاء الفرصة لبعض الوجوه التي لم تشارك في المباريات الماضية، وتدوين كل الملاحظات على الأداء الفني لصياغة جديدة للفريق الأصفر في الموسم المقبل، خصوصاً أن الفريق يعيش فترة انتقالية تسعى من خلالها الإدارة الصفراء إلى عودة النصر مجدداً إلى ساحات المنافسات على البطولات، ولن ينظر آرثر جورج إلى نتيجة المباراة بقدر حرصه على تقويم أداء اللاعبين. وفي المقابل يدخل الطائي المباراة ب18 نقطة في المركز العاشر، وخدمته نتائج أبها والأنصار في البقاء سنة أخرى بين الكبار، فالفريق تعرض لسلسلة من الخسائر المتتالية وسط غياب روح اللاعبين، وفقر تام في المستوى الفني في الدور الثاني من المسابقة، والمباراة فرصة لأبناء حائل لتحقيق نتيجة إيجابية لمصالحة جماهيرهم بعد الإخفاقات الأخيرة.