على رغم محاولاته المتكررة والجادة من أجل الانضمام إلى التشكيلة الاتحادية التي كانت تعج بالنجوم حينها، لم يجد حسن شمس - رحمه الله - مكاناً له في خريطة"العميد"، ما دفعه إلى تأسيس فريق آخر لمزاولة معشوقته، فكان ميلاد النادي الأهلي عام 1357ه، الذي يعتبر بذلك في كل الأحوال ابن نادي الاتحاد. بيد أن التنافس الاتحادي - الأهلاوي اشتعل بعد نحو عام، عندما طلب مؤسس النادي الأهلي خوض مباراة مع الاتحاد، الذي وافق ولكن لم يلعب بالفريق الأساسي، وإنما بالصف الثاني، فخرج الفريقان بالتعادل الذي تغنى به الأهلاويون كثيراً، ورفضه الاتحاديون على اعتبار أنهم لعبوا بالفريق الرديف فتقرر إعادة المباراة، فكان يوماً تاريخياً ولد فيه التنافس الاتحادي - الأهلاوي، إذ كان اللقاء نارياً وتمكن الاتحاد من حسمه بهدف وحيد. ولكن هذا التنافس وصل إلى مرحلة خطرة، إذ تجاوز حدود المعقول، ما دفع شمس إلى الذهاب إلى مقعد اللنجاوي من أجل إبرام هدنة امتدت إلى إمكان دمج الفريقين في واحد، ولكن هذه الفكرة توقفت عند الاسم، إذ أصر الاتحاديون على أن يكون الاتحاد -الأهلاوي، بتقديم ناديهم والعكس حصل مع الأهلاويين، فتبخرت الفكرة وعاد التنافس الاتحادي - الأهلاوي إلى حيث كان، وفي مرات أكثر من ذلك على رغم محاولات الوفاق المتكررة التي أقولها بالفم المليان لن تفلح. واليوم ونحن نتحدث عن مباراة النهائي بين الاتحاد والأهلي، أملنا في المقام الأول أن يقدم الفريقان مباراة راقية في المستوى الفني يستمتع بها المشاهد وترتقي إلى حيث التطلعات ولا تتجاوز حدود اللياقة والأخلاق الرياضية الحميدة، فلنلعب كرة للمتعة والإثارة والتشويق بعيداً عن التجاوزات غير المحمودة. وفي النهاية، نبارك للفائز بكل مثالية ونقول للخاسر حظاً أوفر في المسابقات المقبلة، فما هذه المباراة إلا جولة والشاطر ذلك الذي يعد العدة لجولات أخرى في المستقبل. [email protected]