حينما يكون العاشق قريباً من الوصل بمعشوقه يكون الشوق أكبر واللهفة أعظم، وكل منصف ومتابع حصيف للمشهد الرياضي بصفة عامة في وطننا الحبيب، ولما حدث في دوري زين لا يشك إطلاقاً في أن الأهلي كان هو الجدير بالبطولة، وذلك لاعتبارات عديدة وكثيرة وليست واحدة، فالمستويات الكبيرة التي قدمها الأهلي خلال البطولة لا ينكرها إلا مكابر وجاحد كمن ينكر الشمس في رابعة النهار ولم يحدث في كل مبارياته أن فاز بمجرد ضربة حظ أو بسبب صافرة حكم، بينما المنافس نفسه الذي ذهبت إليه البطولة على استحياء كان في كثير من المباريات يحقق نقاطها بالتعادل أو الفوز بأعجوبة لا تعود لمستوى كبير أو إبداع وفن ولكنها تأتي في غفلة من حكم أو مدافع لا يتوقعها الفريق نفسه. كما أن الأهلي ولئن لم يحقق البطولة فقد حقق إعجاب الجماهير بغض النظر عن ميولها، وامتع كافة المشاهدين حتى أصبحت جميع مبارياته تتسم بالقوة والإبداع ، وحقق إيجاد فريق متجانس مبهر وإذا استطاع الأهلي جلب مدافع قوي وصلب يتمتع بالخبرة والقدرة على ضبط الخطوط الخلفية فإنه بذلك يكمل عقد الفريق المبهر بكل معانيه. الأهلي يا سادة لم يصرخ مسؤولوه بعد كل مباراة ويستعدون القريب والبعيد على المنافسين ويسعون إلى إيجاد التكتلات للإطاحة بالخصم، بل كانوا يمارسون التنافس الشريف من خلال ما يقدمونه على البساط الأخضر من الإبداع والمتعة، وتصاريحهم متسمة بالاتزان والعقلانية، ولو فريق غير الأهلي واجه تلك التكتلات والمحاولات للقضاء على أهم عناصره بالخشونة والركل والضرب بالأكواع والأقدام لما وصل إلى ما وصل إليه من مستوى في اللعب والفارق النقطي وعدد الأهداف.ومع ذلك نافس إلى آخر دقيقة. ثم ذهبت البطولة وهي مشتاقة للأهلي تبكي على معشوقها وما بكى عليها لأنه يعرف انه قدّم مهرها وابى ولي أمرها. الاتحاديون حقيقة يجيدون سحب الحقيقة من أنفها بزمام قوي، ولديهم القدرة على كتم أنفاسها ووضعها في ثلاجة ثم يتم دفنها إلى الأبد ، وهذه ميزة لم تكن جديدة عليهم بل أعلم أنها قديمة وحتى لا أكون متجاوزاً الحقيقة لأنني لا أجيد تجاوزها أو إغفالها فقد عرفت هذا الأمر منذ حكاية سحر أحمد الشهري في مباراة كأس الملك عام 1399ه 4-0 لصالح الأهلي ، فبدلاً آنذاك من معالجة الأخطاء علقوا الهزيمة على الدنبوشي والسحر، ومرروا ذلك على جماهيرهم وبلعوها بل ولازال بعضهم يتشدق بها حتى اليوم ، وكلفتهم هذه الطريقة تسع سنوات عجاف بدون أي بطولة رسمية. وهكذا يستمرون في اختلاق الأعذار وكتم الحقيقة في كل بطولة يخرجون منها فيتمسكون بعذر أوهي من بيت العنكبوت ليبرروا للجماهير سبب الهزيمة ، ومع أنه لم يخلق بعد الفريق الذي لم يهزم والفريق الذي يحوز على كل البطولات وهذه حقيقة معلومة يمكن الاعتراف بها وأن البطولة يحوز عليها فريق واحد ويكفي البقية أن يقدموا في مسيرتها التنافس الشريف إلى آخر لحظة، ولكنهم يتغافلون عن هذه الحقيقة ويدفنونها ويلتمسون أعذار غي صحيحة ، وفي مباراة الأهلي والاتحاد والتي فاز فيها الاتحاد بهدف ولم تشفع له بالحصول على أي تقدم في سلم الدوري أوهموا الجماهير أنها بطولة وهنأوا أعضاء الشرف والجماهير بهذا الفوز والغرض من ذلك كتم حقيقة تدني المستويات في الدوري ، وفي مباراة الاتحاد والهلال في الكأس هذا الأسبوع خرج الاتحاد من البطولة على يد الهلال ليس بسبب تفوق الهلال وضعف الاتحاد فهما متعادلين ولكن مسألة فارق الهدف على أرض الخصم جعلت كفة الهلال ترجح ، وبدلاً من البحث عن الأسباب الحقيقية في تدهور مستوى الاتحاد إذ بالمسؤولين بالنادي وبعض الأقلام الصحفية وهي من الأسباب التي أدت إلى تدهور مستوى الاتحاد لعدم مصداقيتها في آرائها يعللون الخروج بسبب عدم طرد حارس الهلال ، وكأن طرد لاعب يجعل المباراة مضمونة للفريق الآخر، وتناسوا أن الأهلي حاز على بطولة كأس ولي العهد قبل سنوات من أمام الاتحاد والأهلي مطرود منه أحد اللاعبين ، فعدم طرد اللاعب ليس هو السبب في الخروج وعليهم البحث عن الأسباب الحقيقية وعدم دفنها ، أعرف أن الهدف من ذلك الأسلوب هو التخفيف على بعض الجماهير الاتحادية ولكنه لا يمكن قبوله من العارفين للحقيقة حتى ولو تم سحبها وكتمها ودفنها. لازلت أقول أن هناك اقلام تدعي حب الاتحاد وهي تهدم لأنها لا تفرق بين الطبل ونزاهة القلم، مثل ذلك الذي يبرر الضرب بالكوع انه احتكاك عادي فالحب يفرض على المحب أن يقول الحق ولا يخادع ولا يغش حتى يرتقي بمحبوبه إلى المستوى اللائق به وليس الانحطاط والانحدار به. [email protected]