يُعتبر نادي الحجاز الرياض أول الأندية السعودية على الإطلاق من حيث التأسيس، إذ أنشئ عام 1346ه، بيد انه لم يستمر لأكثر من عام في ظل منهجية قيادته، التي كانت تقتصر المشاركة فيه على أبناء الذوات، أو الطبقة الراقية من المجتمع الجداوي، وترفض مشاركة أبناء الطبقة الكادحة في تجسيد فاضح للفوقية والطبقية التي كانت سائدة في ذلك الوقت قبل أن تنبذها الحكومة الرشيدة فور بسط نفوذها. بيد أن هذا التوجه المشين لم يَرُقْ لكثر من رجالات عروس البحر الأحمر، إذ أثروا تشييد نادي آخر يقوم على العدل والمساواة ففتح أبوابه لاستقطاب من يرغب في مزاولة كرة القدم من دون الالتفات إلى التصنيفات الاجتماعية فكان ميلاد عميد الأندية السعودية نادي الاتحاد عام 1347ه، الذي اكتسب بذلك شعبية جارفة وتولد لدى لاعبيه الروح التي كانت إلى عهد قريب العامل الأساسي وراء الانجازات الاتحادية الخالدة والتفّ حوله الإعلام بفعالية لم تتوافر لغيره وأحيط بأعضاء شرف مؤثرين فاعلين وأصبحت الصدقية ديدنه. إلا أن ذلك كله تبخر مع تسلم منصور البلوي لدفة الرئاسة قبل نحو أربع سنوات فأصبحت شعبيته منقسمة بين النادي والرئيس، وانعدمت الروح في ظل الارتكاز كلياً على الجانب المادي كحافظ أوحد للاعبين واستقطاب من هبّ ودبّ لارتداء الشعار الاتحادي والإعلام بات مسخراً لمداراة إخفاقات الإدارة والتركيز على كل ما من شأنه تلميع الرئيس والدفاع المستميت عنه وغاب أعضاء الشرف المحبين للكيان. أما الصدقية فأضحت محل استهزاء من بعض وسائل الإعلام الخارجية لا سيما بعد قضية فيغو التي تجاوزت في أصدائها حدود المحلية فعلق البعض على حيثياتها باستخفاف وانتقد البعض الآخر غياب الصدقية في أكبر وأقدم الأندية السعودية بعدما فشل مؤتمر الإمارات الذي غاب عنه الرئيس واللاعب. أما خبر التعاقد مع فيغو عقب نهاية عقده مع ميلان بعد نحو ستة أشهر فهو بشفافية وتجرد بمثابة حفظ ماء الوجه لشخص تمرس على المركزية من دون اكتراث بمصلحة الكيان الاتحادي فلذلك بلا شك انعكاسات سلبية كبيرة على النادي وما فقدان الصدقية إلا أولها. [email protected]