كان من الطبيعي أن تزخر مباراة الاتحاد والأهلي بدروس كروية متنوعة، إذ جاءت المباراة مختلفة المواصفات بمناخ كروي آسيوي، كأول «دربي» قاري يجمعهما، كما أنها المباراة التي تحدد هوية الفريق المشارك في نهائي دوري أبطال آسيا كأغلى بطولة قارية. كل الظروف كانت مهيئة لتكون «موقعة جدة الأولى» الأكثر متعةً وتشويقاً وإثارةً، وقد كانت كذلك، لكن غياب الأهداف المنتظرة أخفى شيئاً من المتعة، فهدف يتيم لا يكفي في مثل هذه المباراة النادرة. لماذا تفوق الاتحاد؟ قبل المباراة كانت التوقعات تشير إلى تحقيق الاتحاد فوزاً مريحاً قبل موقعة الإياب، مستفيداً من بعض العوامل، أهمها الخبرة الآسيوية والحضور الجماهيري وحال النقص لدى المنافس الأهلاوي. التفوق الاتحادي وليد أسباب مختلفة 1. الاتحاد كان الأخطر في صنع الهجمات. 2. الاتحاد نجح في امتلاك «رتم» المباراة في الأوقات الحاسمة والحرجة 3. خطَّا الدفاع والوسط قطعا 18 تمريرة للهجوم الأهلاوي 4. صنع الاتحاد 20 هجمة، وهي أكثر من الفريق الأهلاوي 5. مدافعو الاتحاد عزلوا القوة الهجومية الأهلاوية المتمثلة في عماد الحوسني وفيكتور سيموس عن خط الوسط وعن بعضهما البعض 6. الاستفادة من الضغط الجماهيري للاتحاد وكيف تعثر الأهلي؟ لم يتوقع أشد المتشائمين من الجانب الأهلاوي أن يخرج الفريق بهذا المستوى، على رغم محاولاته الهجومية، ومع أن الأهلي افتقد بعض عناصره ولعب أمام الاتحاد بجماهيره، لكنه تعرقله في هذه الموقعة جاء بسبب عوامل واضحة يأتي في مقدمها: 1. الحظ غاب عن المهاجمين الذين أضاعوا فرصاً سهلة، أبرزها هجمتان لعماد الحوسني. 2. لم يستفد الأهلي من الركنيات المتكررة 3. لم يستغل الجهة اليمنى للاتحاد 4. عدم استغلال السيطرة التي نجح في فرضها على معظم أوقات المباراة والتحضير البطيء للهجمات. 5. غياب الاتزان بعد تلقي الهدف. 36 هجمة والنتيجة هدف واحد فقط 90 دقيقة متقلبة المزاج، تارة يرتفع رتم المباراة وتزداد سرعته، قبل أن يسود الهدوء، والفضل في التارة الأولى يعود للأهلي، إذ ما كان الحديث عن مستواه في المباراة عامةً، إلا أن الاتحاد كان الأخطر في صناعة الهجمات الحقيقة، وهو ما مثل السبب الأبرز في تفوقه. خلال الدقائق ال90 رسم الطرفان 36 مشروعاً لهجمات متنوعة الخطورة، لكن المحصلة النهائية كانت هدفاً وحيداً من نصيب الاتحاد الذي صنع 20 هجمة من بينها الهدف، فيما صنع لاعبو الأهلي 16 هجمة. أخطر الهجمات الاتحادية كانت وليدة مجهود الجهة اليمنى التي تميزت بوجود عنصرين مؤثرين على الأقل، وهما إبراهيم هزازي وأنس الشربيني أو ديجو سوزا، إذ بلغت عدد الهجمات من هذه الجهة 15 هجمة. بينما تتساوى هجمات الأهلي بين الجهتين اليمنى واليسرى، مع محاولات اختراق من الوسط، ولعل هذا الأمر هو ما تسبب في استنزاف قوة الأهلي في خط الوسط. أما التسديد على المرمى فكان متقارباً بالنسبة إلى الفريقين، ست تسديدات للأهلي، في مقابل 4 للاتحاد. الأهلي لم ينج في استغلال الركنيات مع انطلاق المباراة وحتى الدقيقة السابعة كان اللعب محصوراً في ملعب الاتحاد، ويبدو أن الأهلي كان يحاول التسجيل باكراً لوضع لاعبي الخصم تحت ضغط معنوي، بحثاً عن تعديل النتيجة. لكن الغريب في المباراة هو أن أول ركلة ركنية للاتحاد جاءت بعد 19 دقيقة من اللعب، في هذه الدقائق كان وصلت الركنيات الأهلاوية إلى ست!، وبشكل عام بلغ عدد الركنيات لمصلحة الأخير 10 ركنيات في حين بلغ عدد ركنيات الاتحاد ثلاث فقط.