"حرمة الميت كحرمته حياً"بهذه الكلمات بدأ محمد بن عبده المهداوي حديثه بعد أن اكتشف مقبرة تقع على الطريق المؤدي إلى قرية الماء الحار التابعة لمحافظة الليث والتي تبعد عنها 40 كيلومتراً شرقاً. وأشار بأسى إلى وجود العديد من القبور غير مسورة أو محددة المعالم، والتي باتت مرتعاً للحيوانات والكلاب الضالة وممراً لعبور السيارات. وناشد المهداوي وهو من سكان المحافظة - الجهات ذات العلاقة وأهل الخير بسرعة تحديد معالم المقبرة وتسويرها حفاظاً على حرمة الأموات المدفونين فيها، وقال"حلمت قبل أسابيع عدة بأن الموتى في قريته"الحمودية"يتأذون من مرور السيارات على مقابرهم غير المسورة، فقمت فزعاً من نومي وتوجهت في اليوم الثاني مباشرة إلى المقبرة وسورتها بنفسي ببعض الأسلاك وما توافر معي من أخشاب وغير ذلك، لحمايتها من الأغنام السائبة وسيارات المفحطين والمتنزهين. "الحياة"انتقلت إلى موقع مقبرة الماء الحار، وتبين أن المقبرة تقع على الطريق مباشرة ولا يفصلها سوى أمتار عدة، وغير محددة المعالم وليست مسورة، وفيها الكثير من القبور مكشوفة المعالم، إضافة إلى العديد من القبور التي بدأت تطمس معالمها، كما أن هناك الكثير من القبور المفتوحة والمحفورة من الكلاب الضالة. وقال أحد سكان المنطقة واسمه عمر بن سعيد العامري إنه شاهد هذه المقبرة أكثر من مرة وقرأ تصريحات لمسؤول في البلدية بتشكيل لجنة لدراستها وتسويرها في الموازنة المقبلة، مشيراً إلى أن هذا التصريح الذي سمعه مرت عليه أشهر عدة حتى الآن ولم يحدث شيء على أرض الواقع. وأشار العامري إلى وجود العديد من المقابر في المحافظة من دون أسوار وتسير عليها السيارات يومياً وتمر فيها الدواب والمقابر موجودة في قرى الصواملة والحمودية والمنطقة. وأكد أن المقابر في محافظة الليث عموماً لا تجد عناية من البلدية، ومقبرة الليث التي أقفلت في وقت سابق نهائياً استبدلت بها أخرى لا تقل عنها سوءاً، فأشجار الحمض تحيط بها من كل جانب ولا يوجد بها حارس أو عامل يعتني بها، وأقارب المتوفين يقومون بأعمال الغسل والحفر والدفن فيها، مشيراً إلى أن أكثر من 30 مقبرة في قرى الليث تعاني الإهمال. من جهته، أوضح جمعان البجالي أن أهالي قرى منسى والفروخية واللصفة وبيرين يدفنون موتاهم في رؤوس الجبال ويغطونها بالحجارة وكثيراً ما تقوم الطيور والحيوانات بنهشها، لعدم وجود مقابر رسمية للأهالي، مؤكداً أنه تقدم للبلدية بأرض تبرع بها الأهالي لتسويرها لدفن موتاهم ولكن البلدية تجاهلت طلبهم ولم تتحرك حتى الآن.