بدأ مواطنون تسويق إنتاج مزارعهم من ثمار نبات السدر الذي يطلق عليه"العبري"أو"النبق"في مدينة الرياض. وذكر البائع محمد الدوسري أنه باع محصوله من النبق التفاحي خلال فترة وجيزة أمس، على رغم سعره المرتفع مقارنة بالأنواع الأخرى مثل الزيتوني والبمباوي. وأشار إلى أن سعر الكيلو غرام الواحد من النبق التفاحي يبلغ 40 ريالاً, أما الزيتوني الذي يتميز بحجمه الصغير فيبلغ 30 ريالاً, والبمباوي نسبة إلى مواطن زراعته في بومباي 20 ريالاً. وأوضح ل?"الحياة"، أن شجر السدر يثمر مرتين في العام الواحد، واصفاً الثمار الشتوية بأنها الأفضل لأن أحجامها تكون كبيرة ومذاقها أكثر حلاوة, أما في الصيف فتتعرض الثمار للتسوس نتيجة الحرارة العالية. وقال إن الثمار الناتجة عن تطعيم شجر السدر والتفاح هي الأفضل لمذاقها الحلو ورائحتها النفاذة، ويؤتى بها من وادي الدواسر كل يومين. وتطرّق المزارع زيد الشويبي إلى أن شجرة السدر لا تحتاج إلى عناية كبيرة"يلزمها الماء والسماد والتقليم في الموسم فقط", مؤكداً أنها شجرة مباركة فثمن ثمارها مرتفع، وجذوعها تستخدم في صناعة القوارب ومقابض المناجل. وأشار المزارع علي العتيق إلى أن السدر من النباتات الشجرية المعمرة، التي قد يصل عمرها إلى 100 عام، وهو نبات بري صحراوي في أصله ولا يحتاج إلى ري غزير، وموطنه الأصلي شبه الجزيرة العربية، وهو نوعان: عبري أو بستاني، تنتشر زراعته في الحقول والحدائق وتؤكل ثماره، وضال وهو النوع الفطري المنتشر في المناطق البرية والأودية. وذكر أن أشجار السدر البلدي متوسطة أو كبيرة الحجم وسريعة النمو ويبلغ طولها بين 10 و15 متراً وأوراقها بيضاوية الشكل صغيرة الحجم وتحتوي الأفرع على أشواك صغيرة حادة، فيما تكون الأزهار صغيرة الحجم بلون أصفر مخضر. وأضاف أن شجرة السدر تزهر مرتين الأولى خلال شهري أيلول سبتمبر وتشرين الثاني أكتوبر، وتنضج الثمار خلال فصل الربيع وهو المحصول الرئيسي للأشجار، أما الإزهار الثاني فهو الرجيع خلال شهري أيار مايو وحزيران يونيو وتنضج ثماره خلال فصل الصيف. وأكد الشيخ خالد الحوطي ل?"الحياة"أن ورق السدر مبارك، إذ ورد ذكره في القرآن الكريم أربع مرات. وقال إن ورقه يستخدم في علاج المسحور. أما العطّار علي الورقان فذكر أن السدر ينقي البشرة وينعمها ويجعل الشعر غزيراً، وتساعد نواة وثمرة النبق المطحونة في جبر الكسر، كما أن أكله جافاً يفتح الشهية، ويستخدم فحم الخشب مخلوطا بالخل لعلاج لدغة الثعبان. وأضاف أن صمغه يذهب الحرارة ويحمّر الشعر، والورق ينقي الأمعاء والبشرة ويقويها، مشيراً إلى أن بعض القبائل تطحن هذه الثمار وتعمل منها أكلة تشبه"الجريش". من جهته، أوضح الطبيب محمد جميل أن ثمار النبق تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات والجلوكوز والسكروز، ونسبة ضئيلة من الفركتوز والزايلوز، علاوة على محتواها العالي من فيتامينات أ، ب،ج وبعض العناصر المعدنية مثل الكالسيوم والبوتاسيوم والفسفور والحديد. وأضاف أن للنبق استخدامات طبية عدة تفيد في علاج الأمراض الجلدية والأمراض الصدرية، وطرد الديدان والإسهال، وعلاج تورم الثدي.