عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس على السعودية المساعدة في مجال الطاقة الذرية، وأكد أن هناك إمكان للتعاون في مجال الطاقة الذرية. ولم يذكر بوتين الذي كان يتحدث أمام اللقاء الاقتصادي السعودي - الروسي في الرياض أمس مزيداً من التفاصيل في هذا الشأن. ويأتي هذا العرض بعد شهرين من إعلان دول مجلس التعاون الخليجي رغبتها المضي قدماً في تطوير برنامج نووي سلمي. وأعلن بوتين في كلمته أن من المقرر أن تطلق روسيا ستة أقمار اصطناعية للمعلومات من صنع السعودية العام الحالي. وتمتلك السعودية أقماراً اصطناعية عدة للإعلام والاتصالات. وخلال اللقاء طلب رجال الأعمال السعوديين من الرئيس الروسي الإسراع في إنشاء منطقة التجارة الحرة التي تربط روسيا الاتحادية ودول الخليج العربية. وجاء الطلب على لسان رئيس الجانب السعودي في مجلس الأعمال السعودي الروسي طارق القحطاني، وقال:"نطلب الإسراع في إنشاء بنك سعودي روسي، وعقد اتفاق لحماية وتشجيع الاستثمار بين البلدين، وإنشاء خطين ملاحيين جوي وبحري مباشرين بين البلدين، والإسراع في إقامة معارض مشتركة تعمل على تنشيط الصادرات بين البلدين". ورد بوتين قائلاً:"نحن نسمح بأن تستثمر البنوك السعودية في روسيا برأسمال سعودي بالكامل، كما قمنا بتخفيض الرسوم الجمركية على نحو ألف سلعة، وهناك مناطق حرة في روسيا من الممكن أن يستفيد منها السعوديون". جاء ذلك أمس أثناء اللقاء الاقتصادي السعودي - الروسي المشترك الذي أقيم في العاصمة السعودية الرياض، وتحدث بوتين خلاله عن العلاقات الاقتصادية بين المملكة وروسيا، مؤكداً أن السعودية دولة مهمة بالنسبة إلى رجال الأعمال الروس والاقتصاد الروسي. وأضاف بوتين في كلمة خلال اللقاء أن اهتمام رجال الأعمال الروس بالسوق السعودية يزداد من سنة إلى أخرى، لأننا في روسيا ندرك ماذا يحتاج الاقتصاد العالمي من الطاقة والوقود، وبالتالي نحن متحالفون مع السعودية وشركاء معها في تلبية حاجات الأسواق العالمية من الطاقة، ولدينا مصالح مشتركة كثيرة في هذا المجال. وتطرق بوتين إلى دور مجلس الأعمال العربي - الروسي، وعدَّه مهماً في تطوير التعاون بين البلدين، إذ يلتقي في إطاره رجال الأعمال السعوديين والروس من جهة والعرب والروس من جهة أخرى. ودعا بوتين إلى ضرورة العمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين المملكة وروسيا، مشيراً إلى أن أرقام حجم التبادل التجاري بين البلدين لا تعكس الفرص الاستثمارية بين البلدين، التي من شأنها تعزيز الشراكة الاقتصادية بين رجال الأعمال السعوديين والروس. وقال الرئيس الروسي:"إن بلاده والسعودية هما الدولتان القياديتان في مجال تصدير النفط، ونجد في هذا المجال لغة مشتركة، ولغة تفاهم أسرع نحو التعاون في المجال النفطي"، لافتاً إلى إسهام إحدى الشركات الروسية في التنقيب عن الغاز في السعودية لوك اويل. وأكد اهتمام الحكومة الروسية بتدفق الاستثمارات السعودية الجديدة على روسيا، خصوصاً أن الاتفاق الذي وقعه البلدان بين بنك الشؤون الاقتصادية الخارجية وبنك الصادرات والواردات في روسيا والصندوق السعودي للتنمية سيسهم في تطوير الاستثمارات المشتركة بين البلدين وتعزيزها. من جانبه، أكد رئيس مجلس الغرف السعودية عبدالرحمن الراشد، أن زيارة الرئيس الروسي إلى المملكة تشكل أهمية قصوى لرجال الأعمال، وتزيد من عمق علاقات التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين الصديقين، وتمكن المسؤولون ورجال الأعمال من استغلال الإمكانات الاقتصادية الكبيرة، والموارد الطبيعية المهمة، والفرص الاستثمارية الواعدة والمتعددة لدى الجانبين السعودي والروسي. وأشار إلى أن العلاقات التجارية والاستثمارية بين المملكة وروسيا شهدت منعطفاً مهماً، خصوصاً بعد الزيارة التاريخية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، إلى روسيا عام 2003، وزيارة أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز، إلى العاصمة الروسية موسكو عام 2006، واللتين أسفرتا عن توقيع الاتفاق السعودي ? الروسي في مجال النفط والغاز، والاتفاق على إجراء الأبحاث العلمية المشتركة الموجهة لاستخدام أحدث التقنيات في مجال استكشاف مكامن النفط، وحفر الآبار، وتقنيات الإنتاج، والتكرير، والتخزين، والنقل. وعلى صعيد تطور الحركة التجارية والاستثمارية بين المملكة وروسيا، فإن الإحصاءات الرسمية تشير إلى زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال السبع سنوات الأخيرة، إذ زاد من 88.5 مليون دولار عام 1999 إلى نحو 412 مليون دولار عام 2005. أما بالنسبة إلى حجم الاستثمارات المشتركة بين المملكة وروسيا فهي ضعيفة جداً.+