مآل قيمة معارف الإخباريين والقُصّاص    الصندوق السعودي للتنمية يموّل مستشفى الملك سلمان التخصصي في زامبيا    مهرجان الرياض للمسرح يبدع ويختتم دورته الثانية ويعلن أسماء الفائزين    اجتثاث الفساد بسيف «النزاهة»    أميّة الذكاء الاصطناعي.. تحدٍّ صامت يهدد مجتمعاتنا    سورية الجديدة.. من الفوضى إلى الدولة    خادم الحرمين يهنئ رئيس المجلس الرئاسي الليبي بذكرى استقلال بلاده    إحالة 5 ممارسين صحيين إلى الجهات المختصة    99.77 % مستوى الثقة في الخدمات الأمنية بوزارة الداخلية    الأمن.. ظلال وارفة    عبقرية النص.. «المولد» أنموذجاً    مطاعن جدع يقرأ صورة البدر الشعرية بأحدث الألوان    نائب أمير مكة يفتتح ملتقى مآثر الشيخ بن حميد    ضيوف برنامج خادم الحرمين يؤدون العمرة    «كليتك».. كيف تحميها؟    3 أطعمة تسبب التسمم عند حفظها في الثلاجة    «إسرائيل» ترتكب «إبادة جماعية» في غزة    التحليق في أجواء مناطق الصراعات.. مخاوف لا تنتهي    من «خط البلدة» إلى «المترو»    أهلا بالعالم    ليندا الفيصل.. إبداع فني متعدد المجالات    كرة القدم قبل القبيلة؟!    قائمة أغلى عشرة لاعبين في «خليجي زين 25» تخلو من لاعبي «الأخضر»    فِي مَعْنى السُّؤَالِ    122 ألف مستفيد مولهم «التنمية الاجتماعي» في 2024    ضبط شخص افتعل الفوضى بإحدى الفعاليات وصدم بوابة الدخول بمركبته    دراسة تتوصل إلى سبب المشي أثناء النوم    ثروة حيوانية    تحذير من أدوية إنقاص الوزن    رفاهية الاختيار    النائب العام يستقبل نظيره التركي    5 مشاريع مياه تدخل حيز التشغيل لخدمة صبيا و44 قرية تابعة لها    حرس الحدود بجازان يدشن حملة ومعرض السلامة البحرية    ضرورة إصدار تصاريح لوسيطات الزواج    استثمار و(استحمار) !    وسومها في خشومها    وانقلب السحر على الساحر!    منتخبنا كان عظيماً !    الضحكة الساخرة.. أحشفاً وسوء كيلة !    الأخضر يستأنف تدريباته استعداداً لمواجهة العراق في خليجي 26    نيابة عن "الفيصل".. "بن جلوي" يلتقي برؤساء الاتحادات الرياضية المنتخبين    اختتام دورات جمعية الإعاقة السمعية في جازان لهذا العام بالمكياج    إحباط تهريب (140) كيلوجرامًا من نبات القات المخدر في جازان    وزير الدفاع وقائد الجيش اللبناني يستعرضان «الثنائية» في المجال العسكري    آل الشيخ: المملكة تؤكد الريادة بتقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن حكومة وشعبا    موارد وتنمية جازان تحتفي بالموظفين والموظفات المتميزين لعام 2024م    "التطوع البلدي بالطائف" تحقق 403 مبادرة وعائدًا اقتصاديًا بلغ أكثر من 3مليون ريال    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي ال (46) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون    حلاوةُ ولاةِ الأمر    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    وطن الأفراح    46.5% نموا بصادرات المعادن السعودية    التخييم في العلا يستقطب الزوار والأهالي    مسابقة المهارات    ما هكذا تورد الإبل يا سعد    الزهراني وبن غله يحتفلان بزواج وليد    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



استقال من جميع مناصبه الرياضية ... وقال إن قناة "الجزيرة" لم تتقدم لشراء الدوري السعودي . عبدالله المقحم يصرخ بأعلى صوته: لن أكون "الشيطان الأخرس"!
نشر في الحياة يوم 10 - 02 - 2007

أكد المستشار في وزارة الإعلام المدير العام للقناة الرياضية السعودية السابق عبدالله المقحم، إلى أنه اتخذ قراراً بالابتعاد الكلي عن كل ما له علاقة بالرياضة السعودية، نظراً إلى ما شاهده من تكرار للسلبيات والإشكاليات، مشدداً على أنه يرفض أن يكون شيطاناً أخرس:"استقلت من عضوية اللجنتين المالية والإعلامية في الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ومن عضوية الاتحاد السعودي للكرة الطائرة، ومن منصبه في القناة الرياضية".
وأشار المقحم إلى أن الدوري السعودي لا يوازي المبالغات التي يروجها البعض من وجود منافسات حادة من القنوات الفضائية الكبرى.
وأضاف قائلاً:"هذه أكاذيب يروجها الإعلام الرياضي، فالجزيرة القطرية لم تطلب شراء الحقوق، وأنا عملت في التلفزيون لسنوات طويلة ولم يطلب منا أحد شراء أية مباراة، إلا في حالات كانت تطلبها بعض القنوات مجاناً".
خضت تجربة تأسيس القناة"الرياضية"والإشراف عليها خلال مرحلتها الاولى؟ كيف تصف هذه التجربة بعد الابتعاد عنها؟
- القناة"الرياضية"بالنسبة إلي كانت محطة مهمة في حياتي، فعندما تكون عاملاً في الوسط الإعلامي وتخرج ببصمة مثل إنشاء قناة، فأنت مثل العسكري الذي علّق وساماً عسكرياً عالياً.
والإسهام في إنشاء القناة تجربة أعتز بها كثيراً، وأنظر لها باعتزاز كبير، والحمد لله أنا سعيد جداً بهذه التجربة.
وكيف ترى القناة بعد الابتعاد عنها؟
- لا أستطيع أن أحكم، لسبب بسيط هو أنني تركت الرياضة ولا أتابعها، ولهذا الاعتبار فأنا لا أستطيع الحكم عليها، ولو حكمت فسيكون حكماً غير منصف.
أما الاعتبار الثاني فهو أن لكل إنسان شخصيته وآراءه وتوجهاته، وبالتالي فلا أستطيع أن أحكم عليها لأن حكمي عليها في كلتا الحالين لن يكون دقيقاً.
في عهدك كان هناك انتقاد للقناة بأنه صاحبة ميول؟ ولعل الاتهام ذاته مستمر الآن باتجاه آخر؟ كيف ترى هذه الاتهامات؟
- مشكلتنا ليست في القنوات وإنما في الوسط الرياضي، لأن الوسط الرياضي مجتمع ميول من الأساس كجمهور وكإعلام، والإعلام رسخ مفهوماً لدى الجميع بأن الناس لهم ميول ويعملون من خلالها، فالمشكلة ليست في القناة بل في الفكر الإعلامي الموجود، لأنه فكر سيئ جداً.
هل ترى أن المشكلة إذاً في الفكر الإعلامي وأنه أثر في الرياضة؟
- أنا أعتبر الإعلام نقطة سوداء في الرياضة السعودية في المرحلة الحالية بلا جدال، ويجب أن يُلتفت له التفاتة جادة.
ففي العالم كله لا توجد صحافة رياضية بهذا الحجم، ولا كتاب رياضيون بهذا العدد، وأنت تعمل في الوسط الرياضي فترة طويلة وتفاجأ بأنه لم يسبق لك أن رأيت هذا الكاتب الرياضي الذي يفتي ويُنظّر، وهذه كارثة.
تعال معي لنستعرض تجربة مصر التي فيها 70 مليون نسمة، ولديهم حضارة عريقة، فهناك لا تجد لديهم هذا الحجم الكبير من الكتاب، تجد صفحة رياضة وفيها كاتب عمره 60 أو 70 عاماً، يتحدث من واقع خبرة كبيرة وطويلة، وفي المقابل، نحن لدينا أربع صفحات رياضية وتجد فيها ستة أعمدة.
وهذه مصيبة لأن هؤلاء يشكلون تياراً كارثياً على الرياضة، والرياضة من أولى مشكلاتها الإعلام، ولن تنهض وهذا الإعلام موجود، خصوصاً أنه إعلام ميول، وإعلام غير ناضج، وإعلام غير واع، وبالتالي لن تنهض، بل من المستحيل أن تنهض وهؤلاء موجودون.
وأنا سأضرب لك مثالاً، فرياضتنا السعودية ازدهرت ما بين 1984 و1994، وكانت هذه الفترة أحسن فترة ازدهر فيها الواقع الرياضي، وهذه الفترة لم يكن فيها سوى صفحة رياضية واحدة وكان الكاتب يكتب مقالاً واحداً في الأسبوع أو في الشهر، لأنه لم يكن هناك مجال أو مساحة سوى للأخبار.
بدأ الانهيار في الرياضة السعودية ولم يكن انهياراً حاداً أو عنيفاً، لكنه انهيار تدرجي، فمن 1998 بدأنا مرحلة انهيار، ورياضتنا ومستوياتنا في كل المجالات تتخلف من عام إلى عام، يواكبها زيادة في الصفحات الرياضية، وفي المُنظّرين الموجودين، وهذا الأمر يقود الرياضة السعودية إلى مستنقع ليس من السهولة الخروج منه.
هل تقصد أن وجود غير المؤهلين في الوسط الإعلامي وضعيفي الخبرة بين كتاب الأعمدة يقود الرياضة للأسوأ؟
- حجم الصفحات الرياضية والحجم المعطى للكتاب حجم كبير أكبر من المطلوب، وهذه الأعمدة التي يجب أن يكتبوها كل يوم يكتبون فيها كلاماً غير مدروس وغير مستند لأي شيء، وبالتالي فهو يُنظّر ويعطي آراءه الشخصية في كل شيء، وهذه الآراء تنعكس على سير الأمور، بينما الرأي يجب أن يكون نتاج تفكير عميق ورؤية مدروسة، وليس بطريقة الكاتب الذي يكتب كل يومين فيمدح هذا وينتقد ذاك، وواضح أن إعلامنا إعلام قابض... يقبض ويتكلم!.. وهذه واضحة عندي وضوح الشمس.
هل المشكلة في المساحة الممنوحة لهم أم في مستواهم؟
- المشكلة في المساحة الممنوحة لهم وفي العقلية الموجودة، أنا نفسي أرى هؤلاء الكتاب، أين خبراتهم؟ ومن أين أتوا بهذه الخبرات؟ وما معلوماتهم؟ أنت تجد أسماء موجودة في الصحافة الرياضية لم يسبق لها المشاركة في أية أندية أو رياضة... فهو مجرد قارئ تحول إلى كاتب بقدرة قادر.. وأصبح يُنظ~ر ويكتب عن أناس لهم باع طويل في هذا المجال... وأحياناً حتى بسخرية... وللأسف لا يوجد حتى حدود للاحترام في الوسط الرياضي.. والحبل متروك لهم على الغارب.. وهؤلاء يجرون الرياضة السعودية إلى كارثة قد لا يشعرون بها الآن... ولكن منذ بدأت الصحافة من 1994 في التضخم ومرحلة الملاحق، وأخذت حجماً أكبر من الذي كان ممنوحاً لهم، أصبح الانهيار مستمراً .. وكل عام نفقد شيئاً مما كنا نملكه... وفي يوم من الأيام سنجد أنفسنا - وقريباً جداً - خارج المنافسة.
ولكن الاتهامات ذاتها التي تسوقها الآن كانت موجهة للقناة الرياضية بأنها كانت تمنح الفرصة لبعض قليلي الخبرة ومن هم أقل مستوى وغير المؤهلين للظهور فضائياً؟ بمعنى أن المشكلة ذاتها عانت منها القناة الرياضية؟
- هل تقصد أن هذا كان في عهدي؟
الاتهامات كانت في عهدك؟
- عفواً... وأنت كنت أحد الناس الموجودين، أنا لم أكن أحبذ الإعلاميين الرياضيين ولم أكن حريصاً عليهم، لأنني غير مقتنع بهم، وأنت تعرف أنني لم أكن أسمح بإعلامي رياضي إلا في أضيق الحدود، لأني أعرفهم وأعرف خلفياتهم وأعرف ما يملكون وأعرف ما يقولونه... ولذلك كنت حريصاً على المدربين واللاعبين السابقين، لأنهم يتكلمون من واقع خبرة.
وفي وقتي كان ظهور الإعلاميين محدوداً جداً، وإذا ظهر لا يأخذ مجالاً كبيراً كما هو حاصل الآن.
المشكلة ذاتها ظهرت في"خليجي 18"حين شهدت تغطية كبيرة؟ وقال أحد المسؤولين إن الدورة لا تستحق 1500 إعلامي؟
- هذه هي المشكلة التي كنت أقولها... حجم الإعلام أكبر من حجم المنافسات الرياضية... وأكبر من المستوى الرياضي، وهذه مشكلة نعاني منها، وآثارها السلبية ستظهر... فعندما تكون المنافسات أقل من مستوى الإعلام... فالإعلام سيبحث عن الإثارة.
أين الحل في رأيك؟
- في تصوري أننا لن نكون أحسن من أوروبا أو من بلدان عربية أخرى، فالتجربة السعودية بهذا الحجم الإعلامي الهائل في رأيي، مع احترامي الشديد، غير سليمة مهنياً، لأن كل من يكتبون لا يتعاملون مع الرياضة ويقدمون آراء شخصية يمكن أن يقدمها أي شخص جالس في المدرجات، والحل على عاتق الرئاسة العامة لرعاية الشباب وعلى عاتق الصحف، أنا في تصوري أنها ليست مسؤولة عنهم لكنها مسؤولة عن الرياضة، فإذا كان هؤلاء يدهورون الرياضة فهي مسؤولة عن الرياضة، ولذلك يجب أن يتم الحد من هذه الأمور.
ومع احترامي لكل من يقول إن الرياضة تسوق، فالصحف ما زالت تبيع 60 ألف نسخة منذ عشر سنوات حتى الآن، وحتى ما يقوله رؤساء التحرير عن ان الرياضة تسوق الصحف غير صحيح، خصوصاً أن الفضائيات سحبت البساط من الصحف.
والآن نحن نعيش في أزمة رياضية كبيرة، أضلاعها الرئاسة العامة لرعاية الشباب، والصحافة، وهؤلاء يقودوننا الآن إلى كارثة، فأنت انظر إلى الرياضة السعودية في كل المجالات منذ أربع سنوات تتدهور من يوم إلى يوم، الهلال يخرج من بطولة الخليج للأندية من الدور الأول، والنصر يخرج أمام فريق أردني، والاتحاد يهزم بخمسة أو أربعة من فريق سوري، ونخرج في دورة الخليج أمام الإمارات، وفي كأس آسيا نخرج من الدور الأول، وموعدنا مع كأس آسيا المقبلة حتى تعرف مستوانا، من يغطي على هذه الكوارث والأخطاء؟ بالتأكيد الإعلام فهو مشارك بقوة، لأن من يعملون في الإعلام غير محترفين وغير فاهمين للأسف، وفاقدون القدرة على أي شيء، كل هدفهم إرضاء مسؤول أو مسؤولين، وبالتالي فعندهم الاستعداد ليل نهار من أجل نيل الرضا، وما نواجهه الآن مصيبة، وأنا أعتقد أنه حتى الموجودون في الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وأنا لا أتهم أحداً بعينه، ولكن هم ومن في الإعلام مثل النعامة التي تدس رأسها في التراب، لا يريدون أن يروا الواقع.
قلت إن الإعلاميين يرتشون قبل قليل؟ هل...
- لم أقل بأنهم مرتشون، مشكلتنا أن الإعلامي غير مؤهل وغير واع، وينسحب هذا على عضو شرف أو رئيس ناد، وهذا الرئيس أو العضو يساعده في أمر أو شيء وبالتالي يصبح ولاؤه لهذا الرئيس وهذا النادي، ويفتقد الاستقلالية، وهذه الكارثة، فأنت تحتاج إلى ناس أرفع مستوى من هؤلاء، فأنت لا تلوم عضو شرف إذا أعطى شخصاً وجده يدافع عنه وعن كل شيء يريده، لكن المفقود في الإعلام المرئي أو المكتوب هو احترام قدسية الاستقلالية.
هناك من يتحدث حالياً عن قنوات خاصة للأندية، كصاحب خبرة تلفزيونية... كيف ترى هذه المشاريع؟
- أنا أتصور أن هذه الفكرة فاشلة من بدايتها، الفضاء مليء بالقنوات، إذا كنت ستنشئ قناة على غرار قنوات الأغاني، لكن هذه المشاريع مشاريع ساذجة لا تغني ولا تسمن من جوع، تعتبر مشروعاً تجارياً بسيطاً، لكن إذا كانوا سيتعاملون معها على غرار قنوات مانشستر يونايتد وليفربول وريال مدريد فليست لديهم القدرة، ولا السوق تتحمل مثل هذا الموضوع، وستفشل فشلاً ذريعاً.
البعض يرى أن القناة الرياضية لا تستطيع المنافسة بينما يرى بعض المنتمين للقناة أنها قادرة على ذلك، كيف تقرأ؟
- القناة الرياضة السعودية لم تنشأ لمنافسة قنوات خاصة محلية، بل أُنشئت لتنافس على مستوى العالم العربي، لأنك تتحدث عن قناة تتبع للمملكة العربية السعودية التي لديها ثقلها السياسي والاجتماعي والديني والإعلامي، ولا أعتقد أن طموحنا أن يكون لدينا قناة تنافس قناة خاصة أو تجارية في وسط البلد، أنا في تصوري أننا يجب أن نكون منافسين على مستوى العالم العربي ككل، وهذه مشكلة التلفزيون السعودي ككل، أنه لا يستطيع أن يخرج من قوقعة انه ينافس نفسه فقط، أنت مهيأ، وأنا لا أتحدث عن موازنات، أنا مشاهد خارجي، أنا أطلب من تلفزيون بلدي أن ينافس على مستوى العالم العربي، وهذا ينطبق على"الإخبارية"و?"الأولى"وينطبق على"الرياضية"على رغم أنني أعرف الظروف، فأنت تحتاج إلى صرف وإلى خبرات وأمور غير موجودة الآن، والمسألة كلها اجتهادات شباب متحمسين تنتهي اجتهاداتهم بانتهاء حماستهم.
وأين الحل؟
- الحل أن نضع أموراً مدروسة، فعندما نرى"الجزيرة"ونرى قطر كيف تعمل إعلامياً، هؤلاء لديهم خبرة يعملون وليسوا أناساً مع احترامي يُجرون تجارب، بل أناس يعملون وفق خطة واضحة وصريحة، وينتشرون انتشاراً مرسوماً ويدفعون بشكل جيد، ويقدمون عملاً إعلامياً صحيحاً.
و هل سيكون له مردود مستقبلي؟
- الإعلام ليس مطلوباً منه مردود مادي، الإعلام وسيلة سياسية بالدرجة الأولى، فالسعودية لديها عقليات أنشأت"أوربت"و?"العربية"و?"إم بي سي"، والإمكانات متاحة لنا، لكننا نحتاج إلى ناس لديهم الخبرة والقدرات والرغبة في عمل شيء منافس ومميز، ونحتاج في من يتولى المهام أن يكون شخصاً فاهماً، وليس شخصاً يتعلم عامين ويرحل، ويأتي بعد شخص آخر.
كما يحدث في"الرياضية"وفي بقية القنوات السعودية؟
- نحن متخلفون عن كل ما يحدث، بينما الجهات الخليجية تتطور، وحتى أثبت وجهة نظري انظر إلى قناة"الكأس"في البطولة الآسيوية المقبلة، أنا لا أعرف خططهم لكني أعرف توجهاتهم، لذلك ستكون أفضل قناة تغطي كأس آسيا المقبلة بلا جدال، لأن لديهم خطة واضحة ويعرفون كيف يعملون.
كنت في اللجنة المسؤولة عن حقوق بيع الدوري السعودي؟ وذكرت قبل قليل قناة"الجزيرة"؟ ما مدى صحة تقدمها لشراء الدوري ورفضكم الطلب لأسباب خاصة؟
- هذا الكلام كله غير صحيح، تقدمت"أي آر تي"و?"أوربت"، هذه من ضمن الأشياء التي يكذب فيها الإعلام على الناس، ليصف الدوري السعودي بأنه أقوى دوري، ونحن لسنا أقوى دوري ولا أحد يطلبنا، أنا عملت في التلفزيون سنوات طويلة، ولم يطلب أي تلفزيون منا أية مباراة إلا ببلاش، نحن نمنح أنفسنا حجماً أكبر من الواقع بمراحل، ومن يتكلم هم هؤلاء الناس الذين لا يفهمون أي شيء، ويتداولون أن هذه القناة قالت وتلك القناة نافست، وهو جالس في بيته لا يعرف أية معلومة، بينما يروج معلومات كاذبة، وتصل إلى الناس معلومات خاطئة، وهذه كارثة، ومع احترامي للدوري السعودي فليس هناك من يتنافس عليه كما يقولون، الدوري السعودي مشروع تجاري سواء ل?"أوربت"أو"أي آر تي".
يقال أيضاً إنك لعبت دوراً بارزاً في رفع قيمة حقوق نقل الدوري السعودي حتى وصل إلى 300 مليون؟
- أنا نفسي تفاجأت بالرقم، أنا وجدت تنافساً وحرصاً من الطرفين"أوربت"و"أي آر تي"وكان العرض 40 مليوناً فطلبت مزايدة، وبدأ الرقم يرتفع إلى أن وصل هذا الرقم، وأنا نفسي تفاجأت بهذا الرقم.
لو كنت مالكاً لقنوات"أوربت"أو"آي آر تي"هل كنت ستدفع هذا المبلغ في الدوري السعودي؟
- لو كنت مالكاً ل"آي آر تي"لدفعت المبلغ، لكن لو كنت مالكاً لأوربت لما دفعت هذا المبلغ، لأن"آي آر تي"لديها مشاهدون اشتركوا من أجل كأس العالم، وتهدف إلى الإبقاء عليهم، ليجددوا اشتراكاتهم لاحقاً حتى يصلوا إلى كأس العالم المقبلة، خصوصاً أن دوري أبطال العرب لم يحقق لها مشتركين، وبالنسبة للدوري فيتم التعامل معه بعقلية التاجر الذي يتعامل مع بضاعة، وأنا أحترم عقلية صالح كامل، ومن حقه أن يتعامل بالطريقة التي تلائمه، وأنا متفاجئ بكل صراحة بعدد ومستوى البرامج التي تقدمها القناة في ظل الوقت القصير الذي أتيح لهم.
في المقابل فقدت"أوربت"الكثير من الحقوق الحصرية؟
- القنوات الرياضية المشفرة تعتمد على حصرية الأحداث التي تمتلكها، ومتى فقدت المناسبات الرياضية الكبرى التي تمتلكها فلن تجد مشتركين، في الجانب الآخر هناك منافسة شرسة من القنوات المفتوحة. وأنا في تصوري أن عقلية التاجر هي التي تسود فمسؤولو"أوربت"رأوا أن الرياضة أصبحت مكلفة إلى الدرجة التي لن يكون لهم فيها عائد جيد، والمسألة ليست أنهم لم يستطيعوا الدفع، بل لم يريدوا أن يدفعوا.
نسمع عن نية بعض القنوات العامة فتح قنوات رياضية متخصصة مثل"العربية"أو"إم بي سي"أو"روتانا"، كيف ترى ذلك؟
- شخصياً أعتقد أن هذا كلام أسمع به لكن لا أعتقد أن شخصاً يعرف أصول التجارة يغامر بذلك، التجارة لا تنجح إلا بالتشفير، أما بالإعلانات فمشروع فاشل.
تراجع دور اتحاد الإذاعات العربية إلام تعزوه؟
- تعاظم قدرات القنوات الخاصة، الآن خرج منافسون أقوى من الحكومات، مثل"أوربت"و?"أي آر تي"، وأصبحوا ينافسون، والأسعار ارتفعت إلى مستويات خيالية بالنسبة إلى أية جهة أخرى، كأس أوروبا كانت بمليون دولار، آخر مرة بيعت ب22 مليون دولار، قدرات التلفزيونات العربية وموازناتها محدودة.
وما زالت لدى الاتحاد الدورة الاولمبية، ومن الممكن أن يستمر فيها.
أخيراً... هل ابتعدت تماماً عن الرياضة؟
- أنا صاحب نفس قصير في الرياضة، ابتعدت عن القناة الرياضية برغبتي، على رغم إصرار بعض المسؤولين على بقائي، وأشكرهم على احترامهم رأيي ووجهة نظري والسماح لي بالرحيل، وأنا لم أبتعد عن الرياضة في التلفزيون، بل قدمت اعتذاري عن عدم الاستمرار في رئاسة اللجنة في اتحاد الإذاعات العربية، وقدمت اعتذاري عن عدم استمرار عضوية مجلس الإدارة في اتحاد الطائرة، واللجنتين الإعلامية والمالية في الاتحاد السعودي لكرة القدم، وقدمت اعتذاري عن كل ما له علاقة بالرياضة.
لماذا؟
- لأنني لست مقتنعاً بأن الرياضة تسير بطريقة صحيحة، وعلى الأقل لن أكون الشيطان الأخرس.
ألا ترى أنها وجهة نظر سلبية؟
- أنا لا أرى بوادر تعديل.
ولكنك تستطيع أن تبذل ما في وسعك للتعديل؟
- أنا لم أر أي توجه جاد للتغيير، كل ما يحصل لدينا نكسة في الرياضة السعودية، نسمع الأحاديث والقرارات نفسها، ومن ثم نتعرض لنكسة أخرى، وهكذا دواليك، وهذا الأمر أضحى بالنسبة لي لا يشعرني بوجود جدية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.