يتلمّس المدرب الأميركي بوب بوومان وتلميذه النجيب السباح مايكل فيلبس قدرة أكبر من الأعوام الماضية على التفوق، وقبل تسعة شهور من موعد الألعاب الأولمبية في بكين، يترقب بوومان تفوقاً واضحاً لنجم الحوض"اذا سارت الأمور على ما يرام"، مؤكداً أن الإصابة التي تعرّض لها في معصمه أخيراً والناتجة عن اصطدامه بباب السيارة، طفيفة"وغير مؤثرة". وحتى"بكين 2008"، تنتظر فيلبس سبع مشاركات أولها بطولة الولاياتالمتحدة حوض 25 ياردة من 29 تشرين الثاني نوفمبر الجاري الى 1 كانون الأول ديسمبر المقبل في أتلانتا، وآخرها التصفيات للدورة الأولمبية المقررة من 26 حزيران يونيو الى 6 تموز يوليو المقبلين في أوماها. ويكشف بوومان أن فيلبس استأنف تدريباته بحماسة"ويطبّق البرنامج الموضوع بحذافيره"، وطبعاً يصوّب أنظاره الى تحطيم رقم مواطنه مارك سبيتز الفائز بسبع ميداليات ذهبية في دورة ميونيخ عام 1972. وكان فيلبس حصد 6 ذهبيات في"أثينا 2004"فضلاً عن 7 ذهبيات في بطولة العالم الأخيرة في ملبورن. ولن يختلف برنامج مشاركات فيلبس في بكين كثيراً عما كان عليه في ملبورن، ما يعني خوضه سباقات ال100 م حرة، وال100م وال200م فراشة، وال200م وال400 م متنوعة الى 3 سباقات للبدل. ويُحتمل أن يخوض أيضاً سباقاً فردياً إضافياً، علماّ أن بوومان لا يحبّذ هذا الخيار ويراه"صعباً"اذ يخشى أن يتضارب الإعداد لأحد المنافسات ظهراً مع سباق ال200 م فراشة. وعموماً لن يخوض فيلبس سباقات لا يستطيع الفوز فيها. ومنذ منتصف الشهر الماضي، دخل فيلبس"مرحلة تنفيذية"للبرنامج النوعي المُعدّ له، والذي يرتكز وفق ارشادات بوومان، على تنفيذ فقرات فنية تطبيقية الأولوية فيها لتفاصيل صغيرة تتعلق بحركة الدوران تحت الماء اللف، وتناسق الجذع في الماء. ويؤكد بوومان أن"السبّاح الذهبي"مكتمل بدنياً وأقوى من ذي قبل،"لكن من المفيد جداً تأدية حصص فنية محورها حركة الاقتراب من جدار الحوض، وتفادي خسارة أجزاء ثوانٍ عند بلوغ خط الوصول، وتوازن الضربات يميناً ويساراً في السباحة الحرة. ويلخّص بوومان ذلك بأنه"نوع من وتيرة أداء سعياً الى تحقيق أوقات أفضل". ويعترف بوومان وسباحه ان المشكلة الأساس في الألعاب الأولمبية،"تكمن في الضغط الذهني والنفسي وهو أكبر مما يكون عليه بطولة العالم، ما يجعل تحطيم الأرقام ليس بالأمر اليسير". ويذكر بوومان أن سباقات السباحة في"موقعة أثينا"شهدت رقمين عالميين فقط، الأول في ال100 م سيدات وسجلته جودي هنري 53.52 ثانية في الدور نصف النهائي، والثاني كان من نصيب فيلبس في ال400 م متنوعة 4.8.26 دقائق. وتضاعف مواعيد التنقل والسباقات وفحوصات المنشطات والضغوط الإعلامية من ثقل المهمة وتزعزع التركيز أحياناً. وقد صوبت الصحافة أضواءها على انجازات فيلبس في أثينا، فلم يتمكن على مدى ثمانية أيام من الإايواء الى فراشه قبل منتصف الليل، وهذا ما لم يرق أبداً لبوومان. غير أن فيلبس، وبعد مرور 3 أعوام على انتصارات أثينا، نضج ذهنياً وامتلك الخبرة التي تؤهله لإدارة طاقته، على عكس ما حصل عام 2004 حين بذل جهداً كبيراً منذ البداية فأُرهق سريعاً، وفشل في"مسح"إنجاز سبيتز