بعد 4 أعوام على فرض نفسه أحد أبرز نجوم أولمبياد أثينا 2004 إن لم يكن أبرزهم على الإطلاق يعود السباح الأميركي المميز مايكل فيلبس إلى الأحواض الأولمبية، إذ يسعى إلى حفر اسمه في أحواض بكين في منافسات السباحة التي تنطلق اليوم في دورة الألعاب الأولمبية. ينتظر الجميع ما سيقدمه فيلبس في العاصمة الصينية بعدما حصد 6 ذهبيات وبرونزيتين في أثينا 2004، ومن بين الذين يتوقعون أن يلمع نجم فيلبس مجدداً مواطنه مارك سبيتز، السباح الوحيد الذي حصد سبع ذهبيات في"الأحواض الأولمبية"خلال دورة ميونيخ 1972. وبعد أن أصبح فيلبس في مصاف سباحين من عيار الإسترالي ايان ثورب، الذي سيغيب عن بكين لاعتزاله ومواطنه سبيتز والروسي الكسندر بوبوف، بدأ الآن يبحث عن نجومية ترفعه إلى مستوى رياضيين مثل مواطنه تايغر وودز الفائز ب 14 دورة كبرى في الغولف، والسويسري روجيه فيدرر نجم كرة المضرب المتوج ب 12 لقباً في بطولات الغراند سلام. وسيشارك فيلبس في بكين في السباقات ذاتها التي خاضها في أثينا 2004 وهي 200 و400 م متنوعة و100 و200 م فراشة و200 م حرة، إضافة إلى احتمال مشاركته مع منتخب بلاده في سباقات التتابع الثلاثة. ويبدو أن ذهبية سباق 200 حرة لن تفلت من فيلبس هذه المرة، خصوصاً أنه أصبح يحمل الرقم القياسي العالمي الخاص بهذا السباق إضافة إلى فوزه بلقب هذا السباق خلال بطولة العالم. وسيحظى فيلبس بجائزة مليون دولار من إحدى الشركات الراعية في حال نجح في معادلة إنجاز سبيتز، بالظفر بسبع ذهبيات وكان سجل هذا الرقم"السحري"خلال بطولة العالم الأخيرة في إستراليا. وعلى رغم هذه الضجة الإعلامية والإعلانية التي تحيط بفيلبس، وتحدد له هدف السبع ذهبيات، بقي السباح الأميركي بعيداً عن الأضواء في ما يخص هذه المسألة، وهو ردّ على الصحافيين عندما طُرح عليه السؤال المتعلق بهذا الموضوع قائلاً:"أنتم تتحدثون عن هذا الأمر، أنا لا أتحدث عنه إنما أدخل المياه وأنافس". يخوض فيلبس 22 عاماً في بكين الأولمبياد الثالث له، وبدأ يعتمد استراتيجية ناضجة في طريقة خوضه للسباقات، وقد أوضح هذا الموضوع قائلا:"في 2004 كنت أخوض كل سباق بكل ما أوتيت من قوة، لكن تعلمت في العامين الماضيين أن أحافظ على طاقتي قدر المستطاع لأن البرنامج الذي ينتظرني طويل جداً". وأكد فيلبس أنه يخوض غمار منافسات بكين وهو أكثر ارتياحاً لأنه يشعر بأنه تحضّر لهذا الحدث بشكل أفضل مما كان عليه الوضع في أثينا، مشيراً إلى أنه تخوّف كثيراً من فكرة أن يفرّط في المشاركة في أولمبياد، بكين بسبب الكسر الذي تعرض له في معصمه. وواصل فيلبس الذي تعرض لهذه الإصابة في تشرين الثانينوفمبر الماضي عندما انزلق لحظة دخوله إلى سيارته،"لقد اختبرت أوقاتاً جيدة وأخرى صعبة جداً في 2008، كان عاماً متقلباً بالنسبة إلي، لكني راض جداً على المكان الذي أتواجد فيه حالياً. أتذكر عندما علمت بأن معصمي مصاب بكسر، شعرت بالإحباط التام، لم تكن لدي أدنى فكرة عما سيحصل"، مشيراً إلى شعوره بأن كل شيء ذهب أدراج الرياح. وأظهر فيلبس أنه تعافى تماماً من هذه الإصابة عندما فاز بالسباقات ال 5 التي خاضها في تجارب انتقاء المنتخب الأميركي لأولمبياد بكين، محققاً في طريقه إلى العاصمة الصينية رقمين قياسيين. ويعلم فيلبس ومدربه بومان صعوبة الخروج من أولمبياد بكين وفي جعبة السباح الأميركي 7 ذهبيات، فكيف الحال بثماني ذهبيات أي تحطيم رقم سبيتز. ومن بين السباحين الذين يقفون في وجه فيلبس والسباعية التاريخية مواطنيه ايان كروكر، حامل الرقم القياسي العالمي في 100 م صدر، وراين لوشته. وسيواجه المنتخب الأميركي منافسة قوية جداً من نظيره الفرنسي في سباق التتابع 4 مرات 100 م، خصوصاً أن الأخير يقوده الآن برنار حامل الرقم القياسي العالمي في 100 حرة، ما قد يحرم فيلبس من ذهبية هذا السباق.