لم يتمالك الشاعر البحريني قاسم حداد حبسه دموعه، في أمسية أقيمت له مساء أول من أمس، في ديوانية"الملتقى الثقافي"في القطيف. وقال:"ربما لا يعرف الذين دعوني أنهم أعادوا ليّ مرحلة غالية وحاسمة في حياتي". وأضاف:"عندما أكون في القطيف أكون متصلاً بأجمل مراحل الصبا التي تفتحت عليها المنعطفات الحيوية في حياتي، الشعر والنضال"، معدداً بعدها أبرز الشخصيات القطيفية التي تركت أثراً في وجدانه، وقرأ حداد مقاطع من ديوانه الأخير"لست ضيفاً على أحد"، مثل"ما لأحد مثلنا، فكرة العمل، ملاك، خديجة، رعاية الآلهة، حكمة النساء، رقصة الذئب"، مضيفاً إليها مقاطع أخرى من"أيقظتني الساحرة". وبدأت المداخلات بسؤال زكي الجبير عن"سبب حضور برلين في أشعار حداد؟"، أما محمد عيسى فألمح في سؤال له إلى أن ديوان حداد"لست ضيفاً على أحد"تضمَّن إشارة إلى محاورة التجربة الشعرية، وكأنها أفضل ما يخرج به الشاعر، متسائلاً:"هل فرضت التجربة الشعرية ضمن فضاء برلين؟ وما ثقل هذا الهاجس؟"، وأرجع الشاعر في إجابته سبب حضور برلين في نصوص"لست ضيفاً على أحد"بأنها"جاءت ضمن مشروع ثقافي، للإقامة في برلين، وفي مثل هذه الحالات يعبر الشاعر من دون قيد من شكل أو مضمون"، مبيناً بأن"تجربة الإقامة في بلد ما"تفرض على المبدع حساسيات معينة من مخيلة وعلاقات إنسانية وروحانية وطبيعة، بخاصة لدى الشرقيين". وزاد:"هنا تكمن قدرة المبدع على تحويل ذلك كله إلى منجز إبداعي يسهم في حوار حضاري إنساني"، معبراً عن أن الانتقال لأمكنة جديدة هو"إضافة نوعية تغني موهبة الكاتب". وفيما رحبت التشكيلية حميدة السنان، بحداد، ألقى الشاعر أحمد الملا الذي تولى إدارة الأمسية كلمة ترحيبية بالشاعر، أشار فيها لبعض مقولاته مثل"حين أكف عن الحب، أكف عن الكتابة"، و"الشعر فقط يحميني من العالم"، و"مخبري أكثر ضراوة من مظهري"، لافتاً إلى تجليات"الذئب"في نصوص حداد، مؤكداً أن نص حداد"أكثر تقدمية منه".