قال الكاتب عائض القرني في رؤيته النقدية حول رواية"نباح"للروائي عبده خال:"كلما حاولتَ أن تتوسم ملامح الشخصيات في الرواية، تجدها في وضع سلبي، إما أن تكون ناقمة أو حاقدة أو متعالية، وتفوح عباراتهم بحمم بركانية تجاه إنسان هذه البلاد، وتوحي تصرفاتهم غالباً بالتهميش والاحتقار"، مضيفاً أن الكاتب أسهم في لفت الانتباه إلى الأنا المتضخمة في الرواية، التي أبرزت شعور الآخرين بذلك. واستشهد القرني في الأمسية التي أقامتها جماعة حوار في نادي جدة الأدبي، ببعض مقاطع الرواية التي اعتبر أنها"تصدمنا بحمولاتها ودلالاتها المعبأة بالاستياء والاحتجاج"، وتظهر صورتنا قاتمة لدى الآخر، موضحاً أن نصوصاً كثيرة تحدث بها شخوص الرواية، وشكلتها ذهنية السارد، عبر مكونات النص السردي، تعد صوراً سوداوية انهزامية متأزمة، ويتم تتبع السارد فيها بوصفه يمثل الأنا المتفردة في العمل،"ونتأمل الآخر وفق منظوره، وبحسب رؤيته وتشكلاته". يقول القرني:"كلما حاولتَ أن تتوسم ملامح الشخصيات في الرواية تجدها في وضع سلبي"، في إشارة إلى أنها إما أن تكون ناقمة، أو حاقدة أو متعالية، وتوحي تصرفاتهم غالبا بالتهميش والاحتقار. ويضيف:"هكذا صورتنا لدى الآخر في الرواية، إذ يرانا لا نعرف من السياسة والفكر سوى ما نعيشه وفق تصوراتهم"، وليت الأمر توقف عند هذا الحد،"بل نحن مجردون حتى من الثقافة والإبداع". فيما ترى زينب غاصب أن الرواية قدمت صورة واضحة لتحولات الآخر، وما يكنّه تجاه المجتمع. أما الدكتور سامي مرزوقي فقال:"نحن حساسون جداً تجاه الآخر، ومن الغريب أن نعيش مع الآخر، ويعيش معنا، من دون أن نسمع آراءهم، ونتقبل وجهة نظرهم". وفي مداخلة للناقد علي الشدوي بيّن أنه لا يوجد مفهوم فلسفي للآخر في معظم أعمال الروائيين السعوديين.