تأخر الاتحاد الدولي لكرة اليد كثيراً في وضع يده على تصرفات الاتحاد الآسيوي، وقد لا تفي الكلمة لما كان يحدث في هذا الاتحاد من تجاوزات خطرة جداً، يصل البعض منها الى حد الابتزاز، حتى ان الصفقات التي كانت تعقد قبل التصفيات المؤهلة لكأس العالم أو الأولمبياد، تحدد سلفاً من هو المتأهل مهما كان مستواه ومن هو خارج اللعبة، حتى لو كان منتخباً مثل المنتخب الكوري الجنوبي أحد أقوى المنتخبات العالمية في اللعبة. القرار الأخير بإعادة التصفيات المؤهلة ل"بكين 2008"لمنتخبات آسيا بعد شكوى كوريا الجنوبيةواليابان، لم يكن قراراً في الأصل من الاتحاد الدولي لكرة اليد، وإنما الضغط جاء هذه المرة من اللجنة الأولمبية الدولية، ولو كان الأمر يخص الاتحاد الدولي، لدفنت شكوى الكوريين واليابانيين في التراب كما هي العادة للأسف. والمطلوب حالياً بعد القرار الأخير بإعادة تصفيات بكين لقارة آسيا، أن يكون هناك قرار آخر يحمي المنتخبات المشاركة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم المقبلة، التي تستضيفها العاصمة الإيرانيةطهران، بأن تكون التصفيات تحت مظلة الاتحاد الدولي، خصوصاً في اختيار حكام البطولة وألا يخضع الحكام المختارون لا من بعيد أو قريب للاتحاد الآسيوي، لأن العارفين ببواطن الأمور يدركون أن مجرد نقل التصفيات التي كانت مقررة في ماليزيا إلى إيران هو إعلان مبطن بأن هناك صفقة ما تمت، وهذا ليس تجنياً على الاتحاد القاري، الذي تسبب في غياب أكثر من منتخب عن المنافسات الآسيوية، بسبب الظلم الذي تعرضت له، حتى باتت المنافسات الآسيوية أشبه ببطولة تتكون من ستة منتخبات، على رغم وجود عدد كبير من المنتخبات في هذه القارة. وللمعلومية، فإن الاتحاد الآسيوي لكرة اليد، يملك من الجرأة والشجاعة ما يكفي بأن يطنّش كل نقد أو شكوى أو حتى صراخ مسؤولين دوليين عن اللعبة، بدليل أن القرار الأخير من الاتحاد الدولي الذي صدر بإعادة تصفيات بكين 2008، كان بسبب تجاوزات لا تصدق ضد المنتخبين الكوري والياباني، على رغم أن التصفيات أقيمت في شرق القارة، وتحديداً في اليابان. القرار الأخير يجب أن يستثمر من المنتخبات المشاركة في التصفيات المؤهلة لكأس العام المقبلة، بالمطالبة بحكام تحت مظلة الاتحاد الدولي، وأن تكون تحت إشراف مراقبين دوليين، لأن الجرأة التي أشرت لها لهذا الاتحاد لا يهمها هذا القرار أو غيره، فالطبخة طبخت للمتأهلين لكأس العالم، ولن تفسدها إلا مفاجأة هذا الاتحاد بوجود طواقم للحكام غير الطواقم المتعارف عليها منذ ما يقارب العشر سنوات، وهم موجودون للمهمات الخاصة. بالقرار الأخير الذي وضع النقاط على الحروف، يكون للاتحادات الخليجية والعربية، التي فضلت عدم المشاركة في المنافسات الآسيوية لكرة اليد، عذرها فقد بلغ السيل الزبى! وقد نشهد في طهران العجب العجاب إذا لم يتدخل الاتحاد الدولي. الأمر لا يقتصر فقط على المنتخبات، بل أيضاً على بطولات هذا الاتحاد على مستوى الأندية، فالبطل أيضاً معروف على رغم أن هذا البطل أو غيره من الفرق المدللة لا تستطيع حتى تحقيق اللقب الخليجي، والبطولة الأخيرة بالبحرين خير برهان! النور هو ممثل الكرة السعودية في البطولة الآسيوية في الكويت بعد أيام عدة، والمنتخب السعودي الأول سيشارك في طهران ... والمطلوب هدوء الأعصاب، فالألقاب والمتأهلون تم اختيارهم. [email protected]