نفذ الطيران العمودي التابع لقوات أمن الحج أمس طلعات جوية لمراقبة نفرة الحجاج المتعجلين أمس من منى إلى مكة، فيما نقلت 30 ألف حافلة الحجاج إلى الحرم المكي، وسط انتشار أمني مكثف على جميع الطرق المؤدية إليه، إذ تمت زيادة القوة العاملة في الحرم المكي من أربعة آلاف إلى ستة آلاف رجل أمن لحفظ أمن الحجاج أثناء أداء طواف الوداع، كما فتح الطابق الثاني للطواف بعد امتلاء الطابق الأول. وكان مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، استمع مساء أول من أمس إلى شرح مستفيض عن خطة الأمن العام الأمنية والمرورية لنفرة الحجاج من منى إلى مكةالمكرمة، خلال لقائه بقيادات أمن الحج في مقر الأمن العام بمنى. وقال قائد قوات أمن الحج اللواء علي بن حباب النفيعي، ل"الحياة"،"إن نفرة الحجاج المتعجلين انطلقت أمس من مشعر منى إلى مكةالمكرمة، وفق الخطط الأمنية والمرورية المعدة سلفاً، وعبر الطرقات المؤدية إلى المسجد الحرام". وكشف اللواء النفيعي أنه تم سحب جميع السيارات المتوقفة على جنبات الطرق، حتى لا تشكل عائقاً أمام سير الحافلات، مضيفاً أن الخطة نفذت بشكل ممتاز، ولم تسجل أي حالة أمنية أو مرورية أثناء النفرة. ازدحام شديد على طرق الحرم إلى ذلك، شهدت الطرق المؤدية إلى الحرم المكي زحاماً شديداً من الحافلات المقلة لحجاج بيت الله الحرام المتعجلين بالنفرة. وعلمت"الحياة"أن عدداً من الحجاج الهنود اعتدوا على سائقي الحافلات المقلة لهم بسبب تأخرهم في الوصول إلى الحرم المكي، والذي شهد إقبالاً كبيراً من الحجاج المتعجلين الذين وصلت أعدادهم إلى 1.8 مليون حاج، وهو ما يفوق كثيراً السعة الاستيعابية للحرم. من جهته، أكد وكيل وزارة الحج حاتم قاضي، ل"الحياة"، أنه تم تطبيق خطة رمي الجمرات، وتم إيقاف تفويج الحجاج من مخيماتهم لرمي الجمرات منذ الساعة العاشرة صباحاً حتى الثانية ظهراً، بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، لإتاحة الفرصة للمشاة والمفترشين للتوجه إلى جسر الجمرات، وأداء شعيرة الرمي، وبدأ بعد ذلك تسيير الحجاج من مخيماتهم للرمي، بعد دخول الحافلات إلى مشعر منى لنقلهم للرمي والنفرة، وفق جدولة مسبقة. وأكد قاضي أن الأمن العام أسهم في تنظيم رمي الجمرات ونفرة الحجيج بشكل كبير، مشيراً إلى أن أمير مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، تابع تفويج الحجاج ونفرتهم من خلال الاتصال المباشر مع مسؤولي وزارة الحج، وغيرهم من القيادات المعنية. من جهته، قال الأمين العام لهيئة الإعجاز العلمي في رابطة العالم الإسلامي الشيخ عبدالله المصلح، ل"الحياة":"إنه واتباعاً للهدي النبوي، على من أراد أن يتعجل في النفرة من منى في ثاني أيام التشريق، فعليه أن يخرج منها قبل غروب الشمس". وأضاف المصلح:"إذا غابت الشمس عليه وهو في منى، وكان قد حزم حقائبه وعزم على النفرة، وتأخر لظرف معين، فلا يلزمه المبيت، وذلك بسبب نيته، وتهيئته لنفسه للنفرة ثاني أيام التشريق".