تصنف مادة اللغة الإنكليزية لدى كثير من الطلاب السعوديين ضمن"أصعب المواد الدراسية"، إن لم تشارك الرياضيات صفة"شبح الاختبارات"، فيما لا يبدي معلمو هذه اللغة تفاؤلاً بالواقع الحالي، إن لم يبدوا قلقهم، وفي شكل كبير، على مستوى الطلاب. ويصف المعلم عبدالعزيز عبدالله مستوى الطلاب ب"الضعيف جداً"، ويعزو ذلك إلى"عدم وجود بنية قوية في اللغة لدى الطلاب، لاسيما ان استخدامها محدود جداً حتى بين المعلمين، وعلى نطاق ضيق، مع توافر أدوات التطوير مثل الإنترنت وغيرها من تقنيات المعرفة الأخرى، بيد ان الغالبية يفضلون عدم استخدامها في شكل أساسي ومباشر، فالطالب يأتي من البيت إلى المدرسة إلى الشارع". ويعتبر عبدالعزيز اللغة"جديدة، وليس لها أسس تدرس عليها، إلى جانب السن التي نبدأ فيها تدريس هذه اللغة 11 سنة، ونبدأ بكلمات ومفردات من دون معرفة البنية الأساسية لتركيب الجملة الانكليزية"، وعن مستوى التعليم بالنسبة إلى الطلاب يقول:"محتوى الكتاب والمعلومات من قواعد ومواضيع تفوق درجة ومستوى عقول الطلاب". ويعزو المعلم إبراهيم الأحمد تدني مستوى الطلاب في اللغة الإنكليزية إلى"عدم وجود علاقة بينهم وبين اللغة، فهم يتعلمونها في أقل من ساعة واحدة في اليوم، ويخرجون لتكون كأية مادة أخرى تنتهي مع انتهاء الحصة الدراسية، وهو أمر لا يساعد على تطور الطلاب، واكتسابهم مهارات تعلم هذه اللغة المهمة"، مشيراً إلى"انحسار تعلم اللغة الإنكليزية في الفصل، وهو عامل آخر غير مساعد، إذ يجب أن تكون هناك وسائل مساعدة داخل الصف وخارجه، مع إيجاد معامل خاصة بالمادة، فالمعمل يُكسب مهارتي الاستماع والتحدث، فيما الطالب لا يستفيد من المعلم داخل الصف، فهو محكوم بمنهج يجب أن ينجزه بسرعة، لذا لا يمنح الطالب الوقت الكافي للفهم والاستيعاب". وشدد الأحمد على أهمية"التعلم خارج المدرسة، من خلال الاختلاط والمحادثة باللغة الانكليزية، ومشاهدة الأفلام والبرامج الأجنبية، والاستماع بكثرة إلى الإذاعات الأجنبية، وبالخصوص نشرات الأخبار، وهناك إذاعات تقدم تعليماً مجانياً في شكل مميز، فيجب على المعلمين توجيه طلابهم للاستماع لها، وإن كان من طريق واجبات يومية تمنح لهم". ويرى أن الحلول"تدور في دوائر مشتركة، بداية من الوزارة، نزولاً إلى المدرسة والمعلم والطالب والمجتمع، فالطالب يجب أن يطور نفسه، وأن يكتسب الجرأة في إجراء محادثات من دون شعور بالخجل أو الخوف، وعلى الوزارة زيادة عدد الحصص، فالطالب لا يدرس سوى أربع حصص أسبوعياً، وهي غير كافية على الإطلاق"، مشيراً إلى أن"المنهج غير ممتع للطلاب، ومواضيعه تتحدث عن حقبة قديمة، تصل إلى 20 سنة مضت، من دون تجديد للمعلومات، فالطالب يتلقى معلومات قديمة جداً"، مؤكداً ضرورة"تصحيح المنهج، ليصبح أكثر اتصالاً بالطالب وحياته الاجتماعية".