رحّب أكاديميون وتربويون بقرار مجلس الوزراء السعودي تدريس اللغة الإنكليزية من الصف الرابع ابتداءً من العام الدراسي المقبل 1432 – 1433ه، مشيرين إلى أن القرار سيسهم في علاج الضعف الواضح في مخرجات التعليم العام لمادة اللغة الإنكليزية. وأوضح مدير كلية اليمامة السابق الدكتور أحمد العيسى أن القرار جاء في محله وإن جاء متأخراً، «لأن واقع اللغة الإنكليزية ومخرجاتها في مدارس التعليم العام يحتاج إلى تطوير، من جميع النواحي، وبمقارنة بسيطة مع طلاب التعليم الأهلي سنجد أن هناك فوراق واضحة لصالح التعليم الأهلي الذي يدرس الطلاب الإنكليزية في مراحل مبكرة من التعليم الابتدائي». لكن العيسى رأى في حديثه ل«الحياة» أن قرار تدريس الإنكليزية منذ الصف الرابع لا يكفي وحده لأن نحسن من مستوى الطلاب في الإنكليزية، «فالقرار يحتاج إلى معلمين مؤهلين وتطوير طرق التدريس وكذلك المناهج، إضافة إلى ضرورة وجود متابعة من المختصين لضمان تنفيذ القرار بالشكل الذي يكفل حصول الفائدة المرجوة منه». وأكّد أن التعليم الجامعي اليوم أصبح يعتمد بشكل كبير على إتقان اللغة الإنكليزية، «ولذلك نجد أن الجامعات السعودية أضافت سنة جديدة تحضيرية تركز في الغالب على تقوية جانب اللغة، إضافة إلى بعض المواد العلمية مثل الفيزياء والرياضيات، وذلك لجميع الطلاب في التخصصات العلمية، لعلمها بضعف مخرجات التعليم العام في اللغة الإنكليزية، وحاجتهم إلى مزيد من التطوير والتدريب». وأشار إلى أن المفترض هو أن يبدأ تدريس اللغة الإنكليزية من الصف الأول الابتدائي، «فنحن نشاهد اليوم أن التعليم الأهلي وهو يدرس الإنكليزية منذ السنة الأولى، لم يؤثر سلباً على مستوى الطلاب في لغتهم الأم اللغة العربية». وفي حين لفت مدير جامعة اليمامة في الرياض سابقاً بأن لدى وزارة التربية والتعليم توجهات جيدة وخطط ممتازة على المستويات كافة لتطوير التعليم، أوضح بأن الواقع مختلف، فهناك طبقاً للعيسى، «فجوة بين ما تعرضه الوزارة في المؤتمرات وفي وسائل الإعلام وبين الواقع، فالناس سئموا من الوعود، ويريدون حلولاً سريعة للتعليم»، مستشهداً بمشروع الملك عبدالله الذي بقي على انتهاء المدة الزمنية المقدرة للمشروع سنة واحدة، ولم يظهر شيء على أرض الواقع، لكنه استدرك بالقول: «نقول أيضاً بأن فريق الوزارة الحالي جديد، فله سنتان فقط، ويجب أن نعطيه بعض العذر لأن نظام التعليم ضخم وفيه تركة صعبة من السابق خصوصاً فيما يتعلق بأعداد المعلمين والمناهج وآليات العمل، فنأمل أن يتمكن الفريق من تطبيق الاستراتيجيات». وفي السياق ذاته، رحب أستاذ اللغويات الإنكليزية في جامعة الباحة صالح الغامدي بالقرار، واعتبره خطوة في الاتجاه الصحيح، خصوصاً وأنه من المعلوم لدى أهل الاختصاص في اللغويات أن فرص إتقان الطالب للغة الأجنبية أكبر وأفضل كل ما كان سنّه صغيراً، مشيراً في حديث مع «الحياة» إلى أن تعلم اللغة الأجنبية بموازاة اللغة الأم لا يؤثر على الأخيرة، لأن الطفل كما أثبتت جميع البحوث العلمية في مجال اكتساب اللغات وعلم اللغويات لديه المقدرة الفطرية على تعلم أكثر من لغة بشكل إيجابي. أما معلم اللغة الإنكليزية وليد آل علي فروى ل«الحياة» مشاهد من تجاربه تعكس التفاعل الإيجابي للأطفال في المرحلة الابتدائية مع اللغة الإنكليزية، وأوضح بأن الطلاب لديهم دائماً حماس كبير لتعلم الإنكليزية، وأذكر أن زملائي معلمي المواد الأخرى يحكون لي كيف أن الطلاب يبادرون بتجهيز كتاب اللغة الإنكليزية قبل أن تنتهي الحصص الدراسية في المواد التي يدرسونها، فقط لأن الحصة المقبلة هي الإنكليزية. الحال ذاته مع المعلم سعيد صالح الذي امتدح القرار وأشار إلى أن طلاب الصفوف الدنيا الصغار يلاحقونه في المدرسة دائماً ليطلبوا منه تدريسهم الإنكليزية، أسوة بزملائهم في الصف السادس والخامس ابتدائي.