كشف وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصيّن، عن وجود خطة وطنية تعمل على إعدادها الوزارة بالتعاون مع وزارة الزراعة، للحد من هدر المياه في المشاريع الزراعية. وأوضح في حديث مع"الحياة"عن دور الوزارة في حل مشكلة استنزاف المياه من المشاريع الزراعية الكبرى في منطقة بسيطا الزراعية 200 كيلومتر غرب سكاكا، أن أهم عنصر في الاستراتيجية الزراعية هو اختيار المحصول الزراعي الأمثل الذي يستهلك الحد الأدنى من المياه. وأشار إلى أن أكثر ما تستهلكه المحاصيل الزراعية من المياه في المناطق الزراعية السعودية، هما محصولا القمح والأعلاف، مضيفاً:"تعمل الاستراتيجية على استيراد مكعبات الأعلاف، وتستورد جميع المواد الأولية للمكعبات، الأمر الذي يوفر كميات كبيرة من المياه المهدرة". وبين أن المياه الجوفية في السعودية تتناقص، وقال:"المياه الجوفية خارج الدرع العربي عميقة وأحفورية، وتكونت منذ آلاف السنين عندما كانت بيئة الجزيرة العربية"مطريَّة"، وحين تستهلك هذه المياه فإنها لا ترجع إلى مستواها السابق"، مؤكداً وجود خطة لإنتاج كفاية جميع مناطق السعودية من المياه للاستخدام البلدي، وكذلك معالجتها معالجة صحية. وذكر أن هناك حلولاً شاملة وضعتها الوزارة لجلب المياه إلى المدن التي تعاني نقصاً في المياه،"يوجد مشروع لنقل المياه من الربع الخالي إلى نجران، ومشروع محطة رأس الزور التي تعتبر أكبر محطة لتحلية المياه المالحة في العالم لنقل المياه إلى الرياض"، مؤكداً أن مشكلة نقص المياه في مدن مكةالمكرمةوجدة والطائف والباحة ستحل عند بدء إنتاج المياه المحلاة في"محطة الشعبية 3"بعد سنة وشهرين. وأشار إلى أن المرحلة الثانية لتشغيل محطة الشقيق ستضاعف إرسال المياه المحلاة إلى منطقتي عسير وجازان، منوهاً إلى أن المياه الجوفية في منطقة بسيطا الزراعية تنقل عبر أنابيب إلى مدن القريات وعرعر وطريف. وفي موازاة هذه المشاريع، أفاد الحصيّن بأن مشاريع الصرف الصحي موجودة في مناطق السعودية كافة،"وتتم معالجة المياه معالجة ثلاثية، ما يتيح استخدام المياه في الزراعة من دون قيود". وشدد الحصيّن على أهمية وجود مشاريع الخزن الاستراتيجي للمياه على مشارف المدن، والتي تتراوح طاقتها بين 3 أيام وأسبوع واحد، وقال:"يستوعب مشروع الخزن في مدينة الرياض نحو 4 ملايين متر مكعب، ما يساعد على توفير فترة مناسبة لوقف ضخ المياه إلى الرياض لعمل الصيانة مثلاً". وعن مشكلة تعثر مشروع الصرف الصحي في مدينة سكاكا منذ أعوام، أوضح أن سحب المشروع من المقاول المنفذ وإعادة ترسيته على مقاول آخر يتطلب وقتاً طويلاً ويتسبب بالمزيد من التأخير،"ولا يعني هذا أن ترك المقاول يعمل في الوقت الذي يشاء، والوزارة تعمل على دفع المقاول لإنهاء المشروع". وكشف الحصيّن عن وجود برنامج مشترك بين دول مجلس التعاون الخليجي، لاستخدام الطاقة النووية في تشغيل محطات تحلية مياه البحر،"وهذا من اختصاص تلك الدول ولا دخل للوزارة فيه". وكان أمير منطقة الجوف الأمير فهد بن بدر بن عبدالعزيز، استقبل الوزير الحصيّن في مكتبه في مدينة سكاكا بعد ظهر أمس، وتركز الاجتماع على إيجاد الحلول المناسبة لتسريع إنجاز المشاريع المتعثرة في المنطقة، خصوصاً مشاريع الصرف الصحي.