اختتمت مساء أمس فعاليات ملتقى"جماليات القصيدة الحديثة في المملكة العربية السعودية"، الذي نظمه نادي القصيم الأدبي في قاعة المؤتمرات بفندق السلمان في بريدة، وافتتحه مساء الاثنين الماضي أمير منطقة القصيم، في حضور أكثر من 30 شخصية من الأدباء والأديبات. وتواصلت أمس أربع جلسات، استعرض خلالها المشاركون العديد من الجوانب الثقافية والأدبية، وتطرقوا بشكل خاص لشخصية الملتقى المكرمة الشاعر أحمد الصالح مسافر، إذ تناولوا مختلف ملامح تجربته الشعرية. وكان المشاركون في الملتقى قاموا مساء أمس بزيارة لمحافظة عنيزة، بدعوة من محافظ المحافظة، إذ تم استقبالهم في جمعية الصالحية الثقافية ودار الفنون، وأقيمت بمناسبة هذه الزيارة"العرضة النجدية"، وشارك فيها جميع المشاركين في هذا الملتقى، كما شاركوا في"السامري"وسط أجواء احتفالية بهذه الزيارة. وشارك في أولى جلسات الأمس الأديب المعروف الدكتور محمد مريسي الحارثي بورقة عمل، ناقش فيها جماليات الوطن في ديوان"عيناك يتجلى فيهما الوطن"، كما شارك الدكتور عبدالرحمن السماعيل بأطروحة بعنوان"الرمز التاريخي عند الشاعر مسافر"، كما قدم الدكتور محمود عمار بحثاً بعنوان"استدعاء الثقافة اليهودية في الدفاع عن القدس عند الشاعر أحمد الصالح"، وكذلك قدم الدكتور عبدالله الوشمي بحثاً بعنوان"فاتحة البكاء"إذ قدم قراءة في مراثي أحمد الصالح، وأدار الجلسة الدكتور عبدالرحمن المعيقل. في الفترة المسائية، قدم الدكتور حافظ المغربي ورقة عمل حول"المفارقة التصويرية وشعرية البياض والسواد: قراءة لديوان بياض لأحمد قران الزهراني". أما الدكتور محمد الصفراني فتحدث عن التشكيل البصري ونظرية سمات الأداء الشفهي، مقدماً الشعر الحديث في السعودية نموذجاً. وقدم الدكتور سعد أبو الرضا قراءة أسلوبية في شعر عطية الغامدي، وتحدث عن القصيدة الحديثة والبناء الدرامي الأديب محمد السحيمي، وأدار رئيس النادي الأدبي في القصيم الجلسة الدكتور أحمد الطامي. واستضافت"أربعائية"عضو مجلس الشورى الدكتور عبدالرحمن المشيقح الجلسة الثامنة، التي كانت مفتوحة للجميع، ناقشوا فيها عدداً من مواضيع جلسات الملتقى. من جانبه، عبر رئيس اللجنة العلمية للملتقى نائب رئيس نادي القصيم الأدبي الدكتور حمد السويلم عن سعادته بنجاح هذه الفعاليات مقدماً شكره للباحثين المشاركين على تفاعلهم واستجابتهم. وقال إن البحوث المشاركة ألقت أضواء على التحولات في اللغة والإيقاع والتشكيل الجمالي، الذي يتطلبه التغير في الرؤية والتعمق في الرؤيا، لافتاً إلى أن هذا الملتقى نجح في دفع القيم الجمالية والفنية إلى الصدارة، بعد أن توارت خلف الجدل حول مشروعية الحداثة. وأوضح الدكتور السويلم أن النادي يهدف من وراء ذلك،"أن يغري الباحثين والنقاد والدارسين لكي يتعمقوا في بحث هذه السمات والملامح التجريبية، وجاء هذا الملتقى في حقبة تمركز فيها الخطاب النقدي حول الجنس السردي وحول الرواية خصوصاً، فأعاد القصيدة الغنائية إلى بؤرة الاهتمام، إذ عمل ثلاثون باحثاً وناقداً على الحفر في مستويات اللغة الشعرية الثرية، ولاشك أن هذا المنجز النقدي سيثري الحراك الثقافي خصوصاً، بعد أن يقوم النادي بطباعة هذه البحوث والدراسات للباحثين والدارسين". وأشار السويلم إلى أن تكريم الشاعر احمد الصالح"مسافر"جاء،"لكونه شاعراً يمثل هذه المرحلة أفضل تمثيل، وقد اتجهت ثماني دراسات لتجلية السمات الجمالية في شعره، وإبراز الآليات الرمزية والفنية في شعره وكشفت مظاهر الإبداع في شعر الشاعر مسافر. وأوضح أن النادي سيستمر في الوفاء بالتزامه، ووظيفته الحضارية والثقافية، وسيواصل تنظيم مثل هذه الملتقيات في السنوات المقبلة.