كشف وكيل أمين جدة للخدمات المهندس خالد عقيل، أن هناك من تعمد إشعال الحريق يوم الجمعة الماضي في مرمى النفايات القديم، إذ اتضح من معاينة الموقع أن الحريق بفعل فاعل، قام بإشعال أربعة مواقع في المردم، وساعدت الرياح في صعوبة القضاء عليه، مشيراً إلى أنه لم يتضح إلى الآن هوية المسؤول عن إشعال تلك الحرائق. وأشار المهندس عقيل إلى أن تجمع سكان الحي القريب مساء أول من أمس، ومنعهم دخول بعض الآليات ليس هو الحل السليم لمواجهة مثل هذه المشكلة. وأضاف المهندس عقيل خلال مؤتمر صحافي أمس أن الموقع الحالي للمردم غير صحي، وكان من المفترض أن ينتقل إلى الموقع الجديد بشكل أسرع، ولكن واجهت الأمانة بعض الصعوبات والمشكلات في الاعتمادات المالية تسببت في تأخير إجراءات النقل، وسيتم الانتقال إلى المردم الجديد خلال الشهرين المقبلين، بعد الانتهاء من جميع المشكلات المتسببة في تأخيره. وأشار وكيل الأمين للخدمات إلى أن المردم الحالي أقيم منذ أكثر من 25 سنة، وكان في وقته خارج نطاق العمران، ويفتقر للمواصفات والمقاييس الصحية، ولكن مع النمو العمراني في جدة أصبح موقع المردم محاطاً بالنطاق العمراني، أما بالنسبة للمردم الجديد فهو يبعد أكثر من 12 كيلو متراً عن المرمى القديم، ويقع على مساحة تصل إلى ثمانية ملايين متر مربع، وبلغت كلفة إنشائه 30 مليون ريال. وأكد المهندس عقيل أن السبب الرئيس لاشتعال النار في المردم يعود لوجود عمالة مخالفة تقوم بإشعال النار في المخلفات، للحصول على المعادن الخام وبيعها على تجار الخردوات، مشيراً إلى أنه تم فتح أربعة مداخل جديدة للمردم الحالي، وتكليف أكثر من 35 مراقباً لتسهيل عملية مراقبة المردم، إذ أن عدد العمالة المخالفة في المنطقة يتجاوز إمكانات الأمانة، كما أن الأمانة استعانت بشركات أمنية لحماية المردم القديم من العمالة المخالفة. وأكد وجود اجتماعات وخطط عمل مع الجهات الحكومية للقضاء على العمالة المخالفة، وقال:"مشكلة جدة تكمن في وجود العمالة المخالفة لأنظمة العمل والعمال، وتوجد حالياً لجنة مشكلة من إمارة منطقة مكةالمكرمة وعدد من الجهات الحكومية ذات الاختصاص للتعامل والقضاء على المقيمين المخالفين، وينبغي أن تفعّل هذه اللجنة لتحقق الهدف منها". ورداً على سؤال ل"الحياة"حول المخاوف من انتقال العمالة المخالفة إلى مردم النفايات الجديد، أوضح المهندس عقيل، أن التصميم الحالي للمردم الجديد يمنع دخول المخالفين، إذ تم بناء أسوار عالية جداً للمردم، ووضع أسلاك شائكة أعلى السور، وكاميرات مراقبة، للحد من دخول هؤلاء المخالفين، كما ستتم مخاطبة الجهات المسؤولة لإيجاد دوريات أمنية لمراقبة المردم، علاوة على التعاقد مع شركة لتدوير النفايات في المردم الجديد. وفي سؤال آخر ل"الحياة"، عن مدة صلاحية مردم النفايات الجديد، أجاب أن هذا المردم سيخدم مدينة جدة ل30 سنة مقبلة. وتطرق عقيل إلى أن الأمانة تغرّم جميع تجار الخردوات الذين يستغلون العمالة المخالفة في المردم لشراء المعادن بأرخص الأسعار، وخلق سوق رائجة للمخلفات، وقال:"نعمل حالياً لوضع عملية تدوير النفايات لإنتاج الطاقة الكهربائية والاستفادة من المعادن ولكن هذه العملية ستكون في المردم الجديد وليس القديم". وقال عقيل إنه وبعد اكتمال المردم الجديد سيتم إغلاق المرمى القديم الذي تبلغ مساحته 3.5 مليون متر مربع كما سيجري تحويله إلى متنزه عام حتى يكون هدية منا لسكان شرق الخط السريع المتضررين منه. وكان عدد من سكان أحياء شرق جدة تجمعوا مساء أول من أمس أمام مرمى النفايات في منطقتهم، مانعين سيارات البلدية من الوصول إلى الموقع لتفريغ حمولتها من النفايات، ومطالبين بحضور أمين محافظة جدة المهندس عادل بن محمد فقيه، إلى الموقع للوقوف على المشكلة، وإيجاد حل فوري وعاجل لمشكلة الدخان الناتج من الحرائق المتكررة منذ أكثر من شهرين إلى الآن، إضافة إلى انتشار الروائح الكريهة الناجمة عنه في الأحياء المجاورة. وأكد عدد من السكان في الموقع ل"الحياة"، أن أدخنة الحرائق والروائح الكريهة تسببت في إصابة الكثير من أبناء الحي، وخصوصاً الأطفال، بالربو ومشكلات في التنفس، إضافة إلى حالات الإغماء. وأوضحوا أنهم سبق أن طالبوا المسؤولين في الأمانة بإيجاد معالجة شاملة وسريعة للمشكلة، وتلقوا وعوداً في هذا الشأن، إلا أنه لم يتحقق منها أي شيء على أرض الواقع. وأشار السكان إلى أن استمرار الحرائق حتى يوم أول من أمس، وانتشار الدخان الناتج منها والروائح الكريهة دفعهم إلى التحرك لإنهاء المشكلة بأنفسهم. وأكد أحد أئمة المساجد، ل"الحياة"، أن الأهالي سيتواجدون في الموقع طوال الأيام المقبلة، إلى أن تجد مشكلة مرمى النفايات حلاً نهائياً. وحضرت فرق من الدفاع المدني إلى الموقع لإطفاء الحرائق المشتعلة في المرمى، أصر السكان على منع وصولها إلى قلب المرمى، بحجة أن إطفاء تلك الحرائق لا يعدو أن يكون حلاً موقتاً و"جرعة مسكنة"لمشكلة ينشدون لها حلاً دائماً، فيما تواجدت الدوريات الأمنية لتفريق السكان المتجمعين وإعادة الوضع إلى طبيعته. وكان وفد من الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان زار أخيراً مرمى النفايات، وانتقد وضع مرمى النفايات، الذي"لا يتوافق مع الاشتراطات البيئية والصحية الواجب توافرها للإنسان ليحيا حياة صحية كريمة"، واصفاً ما يحدث في المرمى ب"الكارثة البيئية"، ومطالباً بنقل المرمى إلى موقع آخر خارج النطاق السكاني.