سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مسؤولون رفضوا تحديد زمن للقضاء عليه وتخوفوا من أن يتحور الفيروس لينتقل بين البشر . "أنفلونزا الطيور" يعدم 216 ألف دجاجة إضافية... وإجابات مسؤولي "الملتقى" لم ترو "ظمأ" الإعلاميين
لم يعط مرض"أنفلونزا الطيور"الجهات الحكومية فرصة لتستعيد أنفاسها عقب اجتياحه أول من أمس مزرعتي دواجن في الخرج وثادق، إذ قرر ضرب مزرعة ثالثة أمس في محافظة الخرج ليحكم بقتل 216 ألف دجاجة. في هذه الأثناء، كانت أنظار الإعلاميين في منطقة الرياض تتجه إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي، الذي نظم أمس ملتقى للحديث عن تطورات مرض أنفلونزا الطيور، إلا أن متحدثي وزارتي"الصحة"و"الزراعة"والصحة العالمية، أثاروا استغرابهم. ففي حين كان الإعلاميون ينتظرون إجابات على أسئلة ملحة تدور في الأذهان أبرزها تضارب تصريحات مسؤولين في وزارات وجهات مكلفة بملاحقة المرض، إلى جانب انتقاد أمراء مناطق للجهود الرقابية لوزارة الزراعة، اتفق المتحدثون على أن كثيراً من تغطيات الصحف"مبالغة صحافية، وليس هناك ما يدعو للقلق". وعلى رغم أن الدعوة التي تلقاها الصحافيون أكدت أن"الملتقى"سيكون مفتوحاً لأسئلة الصحافيين، وسيشهد حضواً لمسؤولين من وزارة الزراعة والصحة، إلا أن الوقت الذي أتيح لم يكن كافياً للإحاطة بجميع جوانب موضوع كبير مثل أنفلونزا الطيور، إضافة إلى أن بعض ممثلي تلك الوزارات لم يكن قادراً على التصريح لأنه"متعاون مع الوزارة ولا يملك معلومات دقيقة عن الجهة التي يمثلها". مستشار إدارة الثروة الحيوانية في وزارة الزراعة الدكتور عادل العفالق تحدث عن وجود"تخوف من أن يتحور الفيروس في المسقبل ويكون سهل الانتقال بين البشر، إذ يمكن أن يتزاوج الفيروس مع فيروس بشري لينتج منه فيروس قابل للانتقال بين البشر وهنا تصبح انفلونزا عالية الضراوة". وأشار إلى أن القضاء على هذا المرض ليس مسؤولية جهة معينة بل"تشترك فيها وزارة الزراعة والصحة والبلديات وحماية الحياة الفطرية، إضافة إلى وعي المواطن". وشدد على خطورة المزارع العشوائية والاستراحات ووصفها ب"المصدر الأساسي للمرض، ويجب أن تغلق ويكون هناك ضوابط معينة". ولفت العفالق إلى أنه"لا يمكن تحديد خطة زمنية للقضاء على أنفلونزا الطيور"، مضيفاً أن دولاً كثيرة لم تستطع إلغاء المرض تماماً. غير أنه أكد أنه"لا داعي للقلق فخلال عشر سنوات سجلت 353 حالة إصابة بين البشر توفي منهم 208 أشخاص". من جهته، نفى المستشار الإقليمي للأمراض المستجدة لمنظمة الصحة العالمية للشرق الأوسط الدكتور حسن البشري تضارب تصريحات منظمته مع تطمينات المسؤولين في السعودية حول قدرتهم على محاصرة المرض. وتساءل:"لو وضعنا افضل شوارع واحدث اشارات المرور، هل يعني هذا أن نضمن عدم وجود حوادث سير؟ طبعاً لا، ونحن لم نقصد التقليل من جهود الجهات، ولكن الجهود مكملة لبعضها". أما مدير الأمراض المعدية في وزارة الصحة الدكتور أمين مشخص، فحذّر من الذهاب للبر بهدف صيد الطيور"لأن ذلك يمكن أن يعرضهم للخطر"، مشدداً على أن"جميع المخالطين للطيور تم فصحهم وأثبتت الفحوصات سلامتهم". في هذه الأثناء، أعلنت وزارة الزراعة عن ظهور إصابة جديدة بمرض"أنفلونزا الطيور"عالي الضراوة H5N1 مساء أول من أمس، في مشروع لإنتاج بيض المائدة في السهباء التابعة لمحافظة الخرج. ولفتت إلى أن مديرية الزراعة في محافظة الخرج نسقت مع الجهات المعنية الأخرى ذات العلاقة، واتخذت الإجراءات اللازمة لإعدام جميع الطيور الموجودة في المشروع، الذي يتكون من 16 حظيرة و216 ألف طير، والتخلص منها بالطرق الفنية السليمة المتبعة، وتطهير الموقع. ودعت مربي ومنتجي الدواجن إلى تكثيف الإجراءات الوقائية الاحترازية للأمن الوقائي، واتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة، وكذلك أصحاب المزارع التي تربى الطيور الداجنة، بوضعها في أماكن مغلقة للتأكد من عدم وصول الطيور المهاجرة إلى داخل الحظائر أو مخازن العلف أو مياه الشرب أو مياه التبريد. وأهابت بالإبلاغ فوراً عن أية حالة اشتباه أو نفوق للطيور، من خلال الاتصال بغرفة العمليات في الوزارة على رقم 014030911 أو هاتف مجاني رقم 8002470000 أو اقرب فرع لوزارة الزراعة، والتقيد بعدم صيد الطيور المهاجرة بأنواعها كافة بأية وسيلة كانت، تلافياً للاحتكاك والمخالطة لطيور قد تكون مصابة. وعقدت اللجنة المركزية لمكافحة أنفلونزا الطيور في منطقة القصيم اجتماعاً أول من أمس لمناقشة جاهزية الإدارات الحكومية لمكافحة المرض. وأوضح المدير العام للزراعة في منطقة القصيم المهندس محمد بن إبراهيم اليوسف، أن المجتمعين أوصوا برفع درجة الاستعداد لدى جميع الجهات، لمواجهة أي ظهور للمرض في المنطقة، مع عمل خطة عمل مشتركة لذلك، وتشديد الرقابة على عملية تنقل الطيور من منطقة القصيم والمناطق المجاورة، وعدم السماح بذلك مطلقاً. وحث أصحاب مشاريع الدواجن ومربي الدواجن المحلية والمواطنين على اتباع الأمن الوقائي والإبلاغ عن أي اشتباه بهذا المرض، عن طريق فروع الإدارة العامة للزراعة في المنطقة. يذكر أن بداية ظهور مرض"أنفلونزا الطيور"كانت الاثنين 12-11-2007، في مزرعة لإنتاج أمهات الدواجن في محافظة الخرج 80 كيلومتراً جنوبالرياض، وأعلنت وزارة الزراعة عن إعدام 50 ألف دجاجة فيها يوم الأربعاء 14-11-2007، ثم توالى ظهور المرض على مدى الأسبوعين الماضيين في ست مزارع في الخرج بما فيها المزرعة التي اكتشفت أمس، أعدم فيها نحو 350 ألف دجاجة، وخمس مزارع في ضرماء 65 كيلومتراً غرب الرياض أعدم فيها نحو 250 ألف دجاجة، ومزرعة في المزاحمية 100 كيلومتر غرب الرياض أعدم فيها نحو 78 ألف دجاجة، ومزرعة في ثادق 100 كيلو متر شمال الرياض. وأعلنت وزارة الزراعة في وقت سابق أن المجموع الإجمالي لعدد الطيور التي سيتم التخلص منها خلال حملة القضاء على أنفلونزا الطيور 3.5 مليون طير.