انتقد التشكيلي عبدالعزيز عاشور إهمال الحوار والمثاقفة الفكرية والبصرية، التي تتصل بجيل الرواد والجيل الجديد،"ما نتج منه وجود فنانين من مختلف النخب، لا يرون في الواقع سوى أنفسهم وتجاربهم". وقال في ورقته التي ألقاها نيابة عنه الدكتور سامي مرزوقي، في الندوة التي أقامها نادي جدة الأدبي ضمن برنامج"منتدى الفنون البصرية"بعنوان:"الفن التشكيلي السعودي المعاصر الخصوصية والمعاصرة"، إن فناني الرعيل الأول كرسوا أنفسهم للبحث عن خصائص حساسية التجربة، وفرادة التقنية التي تميز كلاً منهم عن غيره من معاصريه، منوهاً بوجود تجارب قليلة كرست حضور تيارات عصر النهضة"كالانطباعية، والتأثيرية، والتكعيبية، والواقعية المباشرة". مشيراً إلى أن المنتمين إلى مفهوم المعاصرة، التي يقف إنتاجها في خندق ضيق، بات من الصعب تنازلهم عن نجاحات تحققت لها في ما مضى، وبين أنه مأزق جيل بأكمله، راهن على منظور الأصالة والمعاصرة، ومفاهيم غائمة، تمثل الفن السعودي المعاصر من زاوية أحادية، تتمثل في الخصوصية التقنية فقط. وذكر عاشور أن المنطقة العربية في السنوات العشر الأخيرة برمتها تدور في فلك"الفردية"، ولم تعد قادرة على مجاراة آفاق التيارات البصرية الجديدة. منوهاً إلى أن الخصوصية تبرأت من أصحابها، وأن الفن مضى إلى مناطق أخرى، غير عابئ بالسياقات المعتادة، التي لم تعد - وفق التحولات الجديدة - جديرة بالبقاء، إما لتعثرها، أو بسبب سلوك التعاطي معها. من جانبه، أوضح أحمد منشيء في مداخلة له أن الورقة فيها الكثير من المتناقضات، وتحتاج إلى مراجعة،"حتى لا نطلق الأحكام جزافاً". وأكد الفنان مشعل العمري"أننا لا نسلخ من هويتنا، إذا قمنا بالتجديد والإبداع في أعمالنا"، أما الدكتور أحمد الغامدي فاعتبر الدين والفن أمرين مهمين يؤثران في وجدان المتلقي وتعامله مع العمل الفني. وأكد الفنان هشام قنديل أن الورقة لم تسلط الضوء الكافي على الحركة التشكيلية السعودية.