عاشت الجماهير السعودية بمختلف انتماءاتها وميولها وألوانها، ثلاثة أيام مثيرة من المتابعة والاهتمام والترقب لأحداث القضية الساخنة التي أشعلها المهاجم السيراليوني محمد كالون، بهروبه من الرياض إلى جدة على متن طائرة خاصة، وتركه مسؤولي الهلال في دوامة كبيرة من البحث والتحري هنا وهناك، في وقت كانت الجماهير الزرقاء تترقب وبشوق كبير خبر توقيع اللاعب رسمياً في كشوفات"الزعيم". وتوالت الأحداث الساخنة التي كانت بمثابة القنبلة التي فجرت الأوساط الهلالية، واشتعلت المواقع الإلكترونية على الشبكة العنكبوتية بعد المؤتمر الصحافي العاصف الذي عقده نائب رئيس الهلال عبدالرحمن النمر في ساعة متأخرة من مساء الخميس الماضي، واتهم فيه أطرافاً خارجية تمثل أحد رؤساء الأندية في محافظة جدة بخطف اللاعب من الفندق وتحويله مباشرة إلى صالة المطار والذهاب به إلى جدة لإفشال الصفقة الهلالية، ليأتي الرد مباشرة في اليوم التالي من الجانب الاتحادي، الذي سارع رئيسه منصور البلوي إلى عقد مؤتمر صحافي عاجل وصفه بالاستثنائي، حاول من خلاله إيضاح الصورة كاملة أمام الصحف التي ذكرت اسمه تحديداً في القضية وأكدت أنه السبب الرئيسي في تحويل مسار كالون من الرياض إلى جدة، وأكد أنه يربأ بنفسه عن مثل هذه التصرفات الدخيلة على الوسط الرياضي، ثم أخذ يشرح ويعرض بعض العقود الاحترافية لمحترفيه الأجانب الذين أكمل بهم النصاب في قائمة الأجانب، مشيراً إلى انه حتى لو فكر في التعاقد مع كالون فلن تسمح لجنة الاحتراف بتسجيله، ومن غير المعقول أن يدفع مبلغ 25 مليون ريال لكالون من أجل عدم توقيعه للهلال. واشتعلت الساحة الرياضية، وأخذت جماهير الأندية في طرح أفكارها ورؤاها ووضع تحليلاتها وتفصيلاتها عن القضية الشائكة، وأصدر الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد قراراً عاجلاً بتكوين لجنة مختصة لتقصي الحقائق لدرس القضية من جميع الجوانب، وازدادت لهفة الجماهير الرياضية والسعوديين كافة في متابعة القضية التي تسببت في حجز صاحبها في مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة، بناء على خطاب نادي الهلال وتأكيده، وجود حقوق مالية لدى اللاعب القضية. وبدأت لجنة تقصي الحقائق في مهمتها أول من أمس، واجتمعت بأطراف رسمية من ناديي الهلال الاتحاد، ووضعت بعض تصوراتها المبدئية، ومنها منع احتراف السيراليوني محمد كالون في الملاعب السعودية مرة أخرى بعد المشكلة الكبيرة التي أحدثها، وفي أثناء الاجتماع وصلت إلى الحضور معلومة استقالة الرئيس الاتحادي منصور البلوي، لتكتب الفصل الأخير في القضية الشائكة، وترسم علامات فرح كبيرة وحزن مثيرة في أوساط الناديين الجماهيريين. وسواءً استقال البلوي أم أُقيل كما ذكر ذلك محامي الاتحاد الدكتور عمر الخولي، فقد ودّع الساحة الرياضية وغادر ناديه الاتحاد الذي دفع إلى خزانته المالية أكثر من 300 مليون ريال طوال الأعوام الماضية، وذلك على خلفية قضية كالون الأخيرة، أما اللاعب فخسر الكثير من شهرته الواسعة وصيته الذائع في الملاعب السعودية، وغادر غير مأسوف عليه بعدما حضر لأيام عدة، أشعل فيها أكبر فتنة في الوسط الرياضي خلال الأعوام الماضية.