ما زلنا نتابع بكل ألم نتيجة الإهمال والسنوات الأربع التي جعلت أسرتين تعانيان من جراء ذلك الإهمال من منسوبي مستشفى، والاستخفاف وعدم الاهتمام بشكوى الأب التركي الذي أعرب حين شاهد مولوده للمرة الأولى عن شكوكه، نظراً لاختلاف اللون والسمات الوراثية، والنتيجة"انه ما حد عنده"، فكان لزاماً عليه أن يستلم طفلاً ليس طفله، أما عن شكوكه وصوته المخنوق فينبغي له أن يضع لسانه داخل فمه، هكذا وبكل بساطة، لأن إدارة المستشفى ربما تكون مشغولة بأمور أكثر أهمية، مثل إنهاء ملفات دليل وإجراءات الجودة لتكون مكتوبة بخط جميل، أما عن الأمين والأبوين الملتاعين فهم ليسوا من الأهمية المطلوبة! والسؤال هو: من سيعوض الأسرتين عن معاناتهما، وكيف ؟ ومن سيتولى تأهيل الطفلين على ويعقوب ليتمكنا من العيش والتأقلم مع أسرتيهما الجديدتين بكل اختلافاتهما اللغوية والعادات والتقاليد الأسرية والاجتماعية العامة؟ ومَنْ باستطاعته مسح عذابات أب ساورته الشكوك منذ اللحظة الأولى، واضطر لأن يصمت؟ ومَنْ باستطاعته فك الارتباط النفسي والروحي والوجداني الذي سكن في قلوب أفراد الأسرتين نحو طفلين، لا ينتمي كل منهما إلى الأسرة التي عاش فيها أربع سنوات؟ الأغرب مما تقدم هو أننا نقرأ في الصحف عن الأب الملتاع محمد آل المنجم، وهو يردد أن لا أحد بادر للاتصال به، وكأن الأمر لا يعنيه مطلقاً، على رغم أن المشكلة مشكلته، وعليه هو فقط تحمل نتائجها وإنهاء المضاعفات السلبية للقضية بمفرده ومن دون مساعدة من أحد... وكل ما أعرفه أن بطء الإجراءات تزيد من أحزان الأسرتين، فالمطلوب حل سريع وإجراءات أسرع وأرقى للمحافظة على ما تبقى في نفوس أفراد الأسرتين من أمل. في الأيام الماضية كانت مخاوف الأمهات تنحصر في عدم التأكد من اسم الأم الحقيقية، بسبب النظام الذي يولي الوالد الأحقية في تسجيل الطفل بأي اسم يريده، فلا أحد يتأكد من اسم الأم الحقيقية التي أنجبت فعلاً، وتترك الوالد على راحته ولضميره، فإن شاء كتب الطفل باسم الزوجة الأولى أو الثانية أو الرابعة! الآن مخاوفنا كسيدات تنحصر في تسلم طفل لا ينتمي إلينا، ونحمله فرحين إلى منازلنا بعد أن نرضعه من صدورنا، ثم تمضي الأيام لنكتشف أن ما حملناه بين أيدينا وأرضعناه لا ينتمي إلينا، أما شكوكنا التي أعلناها لمنسوبي المستشفى فهي ليست من حقوقنا على الإطلاق! الاقتراح الذي يليق بما نعيشه حالياً هو العودة إلى الولادة في المنزل عن طريق القابلات، أو الولادة في المستشفيات مع الإصرار على دخول أكبر عدد ممكن من أفراد عائلتي الأب والأم غرفه الولادة، ثم القبض على المولود فوراً، والإسراع إلى كتابة اسم الأب واسم الأم على شريط طبي لاصق، يحمل اسمي الوالدين قبل أن يختلط بغيره، ويبتلعنا الصمت والألم، ونحن نعلم مسبقاً أن الشكوى لغير الله مذلة. [email protected]