نظمت لجنة الترجمة في نادي الرياض الأدبي، مساء الإثنين الماضي، محاضرة بعنوان"السهل الممتنع... الترجمة الأدبية"قدمتها الأستاذة عائشة موسى السعيد محاضرة في قسم اللغة الانكليزية /الترجمة في جامعة الأمير سلطان بن عبدالعزيز. واستهلت السعيد محاضرتها، التي أدارتها هيلة الخلف، بالحديث عن مقاييس تقويم الترجمة الأدبية واهم مميزات المترجم، ثم انتقلت إلى المعنى الذهني للنص الأدبي، الذي تعبر به اللغة عما يدور في ذهن كاتبها في عقر دارها، والمعنى الواقعي للنص الأدبي الذي لا علاقة له بالذهن أو الوجدان إذ يعني المعنى الواقعي ارتباط النص الأدبي بمعاني مفرداته ومقابلاتها الصحيحة، بحسب ما يقتضيه النص في القاموس مع ما تلعبه قدرات المترجم من دور رئيسي في سلامة الترجمة. وتطرقت المحاضرة إلى المعضلات التي يواجهها المترجم أثناء الترجمة، وتكمن في محاولة ربط الأصل، إذ إن رؤياه لجميع ما استخدمه من أدوات لكتابة نصه، تجعل الترجمة الأدبية أمراً يقرب إلى المستحيل منه إلى الممكن. وتناولت السعيد ما ابتكره بعض الفلاسفة والأدباء المحدثين من ترجمة ثالثة، غير إيجاد المعنى الذهني والمعنى الواقعي، أي الترجمة الابتكارية وسميت كذلك الترجمة المثالية والخلاقة والإبداعية creative translation التي تتلخص في قراءة النص واستيعابه ومعرفة تاريخه وموطنه وكاتبه ودلالات مفرداته وكل ما يتعلق بمعناه الواقعي، ثم إعادة صياغته باللغة الهدف بمؤثرات الذهن المترجم والواقع الثقافي البيئي الجديد للغة الهدف. وركّزت المحاضرة على صفات ضرورية للمترجم المميز مثل: إجادة اللغتين، والإلمام بطرائق الترجمة الأساسية الحرفية بنوعيها، الدلالية العبارية، الأمينة، الحرة بنوعيها والاتصالية. واختتمت لجنة الترجمة لقاءها بمداخلات حول حال الترجمة في السعودية، وحول تقدير منظمة الاليكسو للترجمة والمترجم، كما طالبت الحاضرات بضرورة إنشاء جمعية للترجمة مستقلة في أدائها تتعاون مع الجامعات السعودية وخريجي الترجمة للتعريف بالترجمة المترجم وتدعم المترجم السعودي. يذكر أن لجنة الترجمة تعد إحدى أهم وأبرز اللجان الفرعية النسائية في نادي الرياض الأدبي.