حينما كنت أزورك في عرينك، يا أستاذي الأديب ذي القلب الرحب... حمد بن عبدالله القاضي، في"المجلة العربية"، في كل مرة... كنت أعلم أنني أهرول إلى البهجة والتجربة الثرية، والحب، والخلق الحسن، وكنت تحتويني بالحبور. حينما أزور الرياض، كنت أعرف أنني احتاج إلى شيء من ضخ الدم... في مشواري ولهاثي في أرجائها... فأهرع إليك مسترفداً طاقة... فأجدك تقدمها في استقبالك، وتخصيص قسط كبير من وقتك الثمين، لتوشيحي بحديثك الساحر. كانت"المجلة العربية"، في عهدك الجميل، سماءً صافية مفتوحة الحدود، والنجوم، والأبراج، والكواكب، والشموس، والبدور، والأقمار، وكنا نراها مجرة فضائية/ ورقية من المعرفة. كما نراها كوكباً درياً أرضياً مغموساً في الورد، والرياحين والثمار، والأشجار، والمياه، والجبال، والحقوق، والنساء، والعطر، والناس، والأقلام، وكانت في عهدكم الكريم وبإدارتكم الحكيمة، وسعة صدركم ودماثة أخلاقكم التي عُرفتم بها، إحدى المنارات التي تُشرق على قراء العربية أينما كانوا... مع بزوغ هلال كل شهر عربي. وكنت صمام الأمان لكل ما يمكن أن يصيب هذا العالم الفريد الجميل من نتوءات أو منغصات، أو خُلوّ أمان. أصدح إليك بهذه الحروف القليلة، التي يشفع لها قِصرها أنها من القلب الذي تعرفه: بحبه لك صادقاً، المُغنّي بأخلاقك طرباً، المرفرف بهجة، كلما سمع إطراءً لك. حروف من تلميذ يُعرب فيها عن فخره وسعادته واعتزازه العميق، أنه نال رضاك وثقتك، فأبحر في صفحات"المجلة العربية"سنوات تربو على العقدِ عبر صفحة"فضاءات"وغيرها من الكتابات الأخرى المتعددة، وتماثله في ذلك - بالطبع - عشراتُ الأقلام الوطنية الجميلة من كل أرجاء وطننا الغالي، والعربي من دون تمييز، فهل يسعُه أن يَفيك حقك من الشكر والتقدير، وأنت تغادر عرينك البهيج؟ لكنها الحياة التي لا تستقر على حال... إن توديع"المجلة العربية"لك... ولا أقول"خروجك منها"، ما هو إلا انتقال من موقع إلى آخر، وكأنك تُخرِجُ يدك اليمنى من ثوبك وتضع يدك اليسرى في جيبك الآخر... كما نقول في الأمثال الملائمة للموقف. لكن ثق بأن الذاكرة الوطنية والعربية ستبقى تَذكُركُما معاً، كلما جاء ذكر أحدكما: أنت و"المجلة العربية"،"المجلة العربية"وأنت... وإليك تحيتي الشعرية: تحيّةُ مَوَدّة ح حمد... في سِفر أخلاق الورى صفحة خُطت بِتِبرٍ للأبد م مُذ أتى الحرف إلى روضاتِه راح يَمتاحُ ضياءً، وسند د دوني يا عُصبة الحب هوىً ل"أبي بدر"... بأقلام البلد ا الرياض... احتضنت... أحلامهُ وسجاياه بها.. مَدَّ، ومَدَّ ل لمْ يكنْ يعرْفُ إلاّ خلُقاً كاد أن يُمْسكَ في كَف، ويدَ ق قُل: تماديت، وبالغت بما جئت من مدْح، فقد حَق، وقد ا أنا ما سطّرْتُ إلاّ نُقطة هِيَ مِنْ نَبع الودِادِ المُستمد ض ضلَّ من شح بقولٍ، وانزوى كهشيمٍ صدّه جِذع، وسد ي يا أبا بدرٍ.. وما أروعه.. ليل نجدٍ.. إذ يُغني: يا حمد!! شاعر وكاتب سعودي [email protected]