على رغم تشكيك البعض بنتائج وبيانات الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء إلا أننا أمام فكرة عظيمة تستحق أن تطبق على مستوى كرة القدم السعودية التي أصبحت تعيش أزمة توثيق وتصنيف مع تعدد البطولات وتغيير مسمياتها بصفة دائمة, وكثيراً ما دار الجدل حول بطولات محلية نظمت تحت مظلة الاتحاد السعودي لكرة القدم يرفض البعض الاعتراف بها, بينما يرى آخرون أنها لا تقبل الشك ويطالبون بتوثيقها أو تصنيفها ضمن بطولات الدوري أو الكأس. ومن تلك الإشكاليات ما حدث في عام 1982 حين فاز الاتحاد بكأس الدوري المشترك الذي أقيم بنظام الدمج بين أندية الممتاز والأولى, واعتراض البعض على تصنيف ذلك اللقب ضمن بطولات الدوري السعودي على رغم أن مسمى البطولة تم استبداله لاحقاً بدوري كأس خادم الحرمين منذ عام 1991 ومع ذلك ما زال الأبطال اللاحقون يضيفون إنجازاتهم إلى الألقاب التي حققوها ضمن المسمى القديم ويرفضون الاعتراف ب"بطولة الدوري المشترك"كمسابقة توازي الدوري الممتاز. ولم يكن النصر بأفضل حال من الاتحاد، لأن غياب التوثيق والتصنيف الرسمي حال دون الاعتراف به بطلاً للدوري في عام 1976 . وليس الاتحاد والنصر الناديين اللذين عانيا من تغييب الحقيقة, بل إن أندية كالهلال والأهلي والشباب والنصر والوحدة تفتقد إلى من يؤرخ انجازات فرقها ولاعبيها بطريقة رسمية، بإشراف لجنة مختصة بالتأريخ والإحصاء تعمل باعتراف الاتحاد السعودي لكرة القدم, خصوصاً أننا أصبحنا نتابع بعض الاجتهادات التي تفتقد إلى المهنية والحيادية في تقصي إنجازات الأندية والمنتخبات واللاعبين, ما جعل الصحف المحلية والمواقع الرياضية على شبكة الإنترنت تعج بالمغالطات والمعلومات الخاطئة على اعتبار أنه لا توجد مصادر رسمية للتأريخ والإحصاء تجنب المهتمين الاجتهاد الخاطئ، ومصادرة إنجازات مستحقة لأندية ولاعبين ومدربين، من دون أن يكون لذلك سبب بخلاف التعصب أو غياب المهنية. وعندما قلت إن مشروع الاتحاد الدولي للتأريخ والإحصاء فكرة عظيمة، ذلك لأننا في الوسط الرياضي السعودي بحاجة إلى مشروع مشابه من شأنه أن يسهم في إنهاء الجدل العقيم الذي يدور حول إنجازات بعض الأندية واللاعبين, فضلاً عن فائدته الكبرى في تزويد الإعلاميين والباحثين في المجال الرياضي بمعلومات صحيحة تعينهم على الوصول إلى حقائق مثبتة ونتائج دقيقة. وعلى رغم أن البعض لن يرى الأمر ملحاً, إلا أننا مطالبون في عصر التقنية بأن نكون أكثر تنظيماً واستفادة من معطياتها بدلاً من التفرغ لحلقات الجدل العبثية التي لن تنفض إلا بإحصاء الحقائق وتوثيقها. [email protected]