نعم نبحث عنها، نعم ننقب عن أي نافذة في حائط، ولو كان ذلك الحائط بعيداً لا تصله قدماي... نعم، أبحث عن أي مبادرة لتوطين العلم والثقافة، في أمة كانت قائدة للعلم، ثم ترجلت عن صهوة جوادها، ما ترك هذا الجواد وحيداً في صحراء العطش. لقد أنعم الله علينا بالجياد، فتكاثرت في صحرائنا كأجمل ما يكون، وركض المعتلين، ولا أقول الفرسان ليعتلوا الجياد، فمن معتل أطلق لفرسه العنان كي يعود بالأوبئة في بث فضائي لا يحيد عن هدفه غير المعلن، وهو توطين الانحلال الخلقي وإفساد لغة هي أجمل اللغات وأفضلها على الإطلاق. لقد عتب عليّ بعض أحبتي الذين شرفوني بقراءتهم لنافذة من النوافذ، التي رأيت من خلالها بعض الضوء يشرق على المحيط الذي يضم، في ما يضم، بعض النباتات الضارة. وأعابوا عليّ عشقي المجنون للنوافذ، حتى منها البعيدة، أو التي قد يأتي منها بعض الغبار والأتربة! نعم، إنها الأتربة المزعجة التي قد تغطي بعض الكنوز الثمينة، ولكنها أبداً لن تخفيها. وهنا يأتي دورنا للبحث عنها، وإظهارها لتنطلق الأقدام، وترتفع الأيدي بمساعدة من يحمل قضايا أمته في قلبه فعلاً لا قولاً، وهناك الكثيرون الذين يحملون هم الأمة ويتحرقون شوقاً للفعل، وهؤلاء يحتاجون للدعم، وهذا الدعم لا يأتي بالإعلان، ثم بالانتظار الذي لا ينتهي، وهذا الانتظار نراه ممتداً على مستوى الأمة العربية من المحيط وحتى الخليج، مع الأسف، بينما نرى غيرنا غرباً يتسابقون عندما يرون مشروعاً يصب في مصلحة مجتمعهم بالتمويل منذ لحظة ولادة فكرة مكونة لمشروع رائد! نريد هؤلاء ونبحث عنهم، ونحن هنا لا نلام عندما ننقب عن الأشياء الجميلة لنصقلها ولنبرزها بعيداً عن البروبجندا الإعلامية البغيضة، التي تخبرنا ليلاً نهاراً، أننا قد ملأنا البحر سفيناً وخرت لنا الجبابرة ساجدينا!! في بحثي عبر نافذتي الصغيرة لا تهمني الأسماء ولا المراكز، وإنما يهمني ويلهمني كمواطنة عربية الجذور والمنشأ والهوى، ماذا سأرى عبر هذه النافذة؟ عذراً أحبتي يا من شرفتموني برسائلكم، فقد رأيت عبر نافذتي الصغيرة السيئ، ورأيت والجميل، ولكني دائماً اختار الأجمل لتقع عليه عيناي في محاولة مني لتكثيره، ربما بفعل الخيال، الذي نتهم عادة بأننا لسنا من أهله، وهو اتهام آمل أن يتلاشى، كما يتلاشى الزبد الذي يطفو فوق الأرض، ويبقى ما ينفع الناس. [email protected]